وصحّحه الحاكم (٤/ ٣٦٠ - ٣٦١) ولكن رواه من طريق جرير، عن الأعمش، عن ثمامة بن عقبة المُحلّمي، عن زيد بن أرقم قال: كان رجل يدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فسحره رجل، فعقد له عقدا، فوضعه وطرحه في بئر رجل من الأنصار، فأتاه ملكان يعودانه، فقعد أحدهما عند رأسه، وقعد الآخر عند رجليه، فقال أحدهما: أتدري ما وجعه؟ قال: فلان الذي كان يدخل عليه عقد له عقدا، فألقاه في بئر فلان الأنصاري، فلو أرسل إليه رجلا فأخذ منه العقد، فوجد الماء قد اصفر قال: وأخذ العقد فحلّها فيها.
قال: فكان الرجل بعد يدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يذكر له شيئا منه ولم يعاتبه.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
وتعقبه الذهبي فقال: لم يخرجا لثمامة بن عقبة شيئا وهو صدوق.
قلت: مع صحة إسناده فإن في سياقه بعض المخالفات، ولعله يعود إلى رواية الحديث بالمعنى، أو الاختصار والتفصيل.
ويزيد بن حبان هو التيمي الكوفي ثقة من رجال الصحيح، وتابعه ثمامة بن عقبة المحلّمي وهو ليس من رجال الصحيح، ولكنه ثقة أيضا إلا أنه خالف في سياق الحديث، فما رواه يزيد بن حبان هو موافق لما في الصحيح.
وقوله: "رجلا من اليهود" أي من حلفاء اليهود كما جاء التصريح في صحيح البخاري.
• عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اجتنبوا السبع الموبقات" قالوا: يا رسول الله! وما هي؟ قال: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل أموال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات".
متفق عليه: رواه البخاري في الوصايا (٢٧٦٦)، ومسلم في الإيمان (٨٩) كلاهما من حديث سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة فذكره.
• عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما اقتبس رجل علما من النجوم إلا اقتبس بها شعبة من السحر، ما زاد زاد".
صحيح. رواه أبو داود (٣٩٠٥)، وابن ماجه (٣٧٢٦)، وأحمد (٢٠٠٠) كلهم من حديث يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن الأخنس، عن الوليد بن عبد الله، عن يوسف بن ماهك، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده صحيح، وعبيد الله بن الأخنس النخعي ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي وغيرهم. ولكن قال ابن حجر في التقريب: "صدوق" وقال ابن حبان: "كان يخطئ".