شفاؤك شفاء لا يغادر سقما".
حسن: رواه أبو داود (٣٨٨٣) -واللفظ له-، وابن ماجه (٣٥٣٠)، وأحمد (٣٦١٥) كلهم من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار، عن ابن أخي زينب امرأة عبد الله بن مسعود، عن عبد الله بن مسعود فذكره.
وابن أخي زينب قال الحافظ في التقريب: "كأنه صحابي، ولم أره مسمى" وتابعه عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن زينب امرأة عبد الله، ومن طريقه رواه الحاكم (٤/ ٤١٧ - ٤١٨) بإسناده عن زينب، امرأة عبد الله أنها أصابها حمرة في وجهها، فدخلت عليها عجوز فرقتها في خيط فعلقته عليها، فدخل ابن مسعود رضي الله عنه فرآه عليها، فقال: ما هذا؟ فقالت: استرقيت من الحمرة، فمد يده فقطعها، ثم قال: إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، قالت: ثم قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا: "إن الرُّقَى والتمائمَ والتِّوَلَةَ شِرْكٌ" قال: فقلت: ما التولة؟ قال: "التولة هو الذي يهيج الرجال".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين".
قلت: بعض رجال إسناده ليسوا من رجال الشيخين إلا أنه لا بأس به في تقوية الإسناد.
وللحديث أسانيد أخرى غير أني ما ذكرته هو أصحها.
وأما ما رواه ابن حبان (٦٠٩٠) من وجه آخر عن يحيى بن الجزار قال: دخل عبد الله على امرأة ...
فالظاهر أنه سقط من الإسناد ابن أخي زينب؛ لأن يحيى بن الجزار لم يدرك عبد الله بن مسعود.
وقوله: "الرُّقَى" -بضم الراء- جمعُ رُقْية -بضم الراء- والمراد هنا ما كان بأسماء الأصنام والشياطين، أو بكلمات لا يُفهم معناها.
وأما ما كان من القرآن والأحاديث الثابتة فلا بأس بها.
والتمائم: جمع تَميمة، أريد بها الخرزات التي يُعَلِّقها النساء في أعناق الأولاد لدفع العين أو البلاء.
وأما ما روي عن ابن مسعود كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكره عشرةَ خلال فذكر منها: عقد التمائم ففي إسناده كلام. رواه أبو داود (٤٢٢٢) وغيره. وفيه عبد الرحمن بن حرملة لم يسمع من ابن مسعود، ولا يعرف من أصحابه إلا في هذا الحديث. انظر تخريجه بالتفصيل في كتاب اللباس، باب كراهية تغيير الشيب.
• عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد، فقالوا: يا رسول الله بايعتَ تسعةً وتركت هذا؟ قال: "إن عليه تميمة".
فأدخل يده فقطعها فبايعه وقال: "من علّقَ تميمة فقد أشرك".
حسن: رواه أحمد (١٧٤٢٢)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٣١٩ - ٣٢٠)، وصحّحه الحاكم (٤/ ٢١٩) كلهم من حديث يزيد بن أبي منصور، عن دخين الحجري، عن عقبة بن عامر فذكره.
وإسناده حسن من أجل يزيد بن أبي منصور وهو الأزدي أبو روح البصري فإنه حسن الحديث،