فقال له:"قد أحسنت" قال: فكأن عمر وجد من ذلك، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا عمر، إن القرآن كله صواب ما لم يجعل عذابٌ مغفرةً أو مغفرةٌ عذابًا".
حسن: رواه أحمد (١٦٣٦٦) عن عبد الصمد، حدّثنا حرب بن ثابت، -كان يسكن بني سُليم- قال: حدّثنا إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أبيه، عن جده، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل حرب بن ثابت، وهو أبو ثابت المنقري، ويقال: ابن أبي حرب، فإنه يُحَسَّن حديثه، وقد حَسَّنَه ابن كثير، وذكر الهيثمي في المجمع (٧/ ٥١) وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات".
• عن معاذ بن جبل قال:"أُنزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف كلها شاف كاف".
حسن: رواه الطبراني في الكبير (٢٠/ ١٥٠) عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، حدثني محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى، ثنا علي بن ثابت الدهان، عن أسباط بن نصر، عن السدي (هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة)، عن عبد خير، عن معاذ بن جبل، فذكره.
وإسناده حسن من أجل علي بن ثابت وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي، فإنهما حسنا الحديث. وأما أسباط بن نصر فإنه يُحَسَّن حديثه إذا كان له أصل.
وقوله في الحديث:"من سبعة أبواب" لم يرد في أحاديث صحيحة فهو شاذ.
• عن عبادة بن الصامت أن أبي بن كعب، قال: أقرأني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- آية، وأقرأها آخر غير قراءة أبي، فقلت: من أقرأكها؟ قال: أقرأنيها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قلت: واللَّه لقد أقرأنيها كذا وكذا، قال أبي: فما تخلج في نفسي من الإسلام ما تخلج يومئذ، فأتيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قلت: يا رسول اللَّه، ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال:"بلى". قال: فإن هذا يدعي أنك أقرأته كذا وكذا، فضرب بيده في صدري، فذهب ذاك، فما وجدت منه شيئًا بعد، ثم قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أتاني جبريل وميكائيل، فقال جبريل: اقرإ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، قال: اقرأه على حرفين، قال: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، قال: كل شاف كاف".
صحيح: رواه أحمد (٢١٠٩٢) عن عفان، قال: حدّثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا حُميد، عن أنس بن مالك، عن عبادة بن الصامت فذكره.
ورواه النسائي (٩٤٢) مختصرا ولم يذكر "عبادة بن الصامت" بين أنس وأُبي بن كعب.
قال ابن عبد البر في التمهيد (٨/ ٢٨٣): وزاد بعضهم في هذا الحديث: ما لم تختم عذابا برحمة، أو رحمة بعذاب.