يُحْيِيكُمْ} [سورة الأنفال: ٢٤] ثم قال: "ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟ " فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج قلت: يا رسول اللَّه، إنك قلت: لأعلمنّك أعظم سورة من القرآن، قال:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}"هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته".
صحيح: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٠٦) عن علي بن عبد اللَّه، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا شعبة قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلّى فذكره.
وأما ما رواه مالك في الصلاة (٤٠) عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، أن أبا سعيد مولى عامر بن كريز أخبره أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نادى أبي بن كعب وهو يصلي، فلما فرغ من صلاته لحقه، فوضع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يده على يده، وهو يريد أن يخرج من باب المسجد فقال:"إني لأرجو أن لا تخرج من المسجد حتى تعلم سورة، ما أنزل اللَّه في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها" قال أبي: فجعلت أبطئ في المشي رجاء ذلك، ثم قلت: يا رسول اللَّه! السورة التي وعدتني، قال:"كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟ " قال: فقرأت: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} حتى أتيت على آخرها، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هي هذه السورة، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيت" فهذا منقطع، فإن أبا سعيد مولى عامر بن كريز تابعي من موالي خزاعة، وليس هو أبو سعيد بن المعلى الراوي في الحديث الذي قبله فإنه صحابي أنصاري.
وأما قصة أبي بن كعب فقد جاء من وجه آخر صحيح وهو الآتي، نبّه على ذلك الحافظ ابن كثير في تفسير سورة الفاتحة.
• عن أبي هريرة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج على أبي بن كعب، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا أبي" وهو يصلي فالتفت أبي ولم يجبه، وصلى أبي فخفف، ثم انصرف إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وعليك السلام، ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك". فقال: يا رسول اللَّه إني كنت في الصلاة، قال:"أفلم تجد فيما أوحي إلي أن {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}[سورة الأنفال: ٢٤] قال: بلى، ولا أعود إن شاء اللَّه قال: "أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟ " قال: نعم يا رسول اللَّه، قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كيف تقرأ في الصلاة؟ " قال: فقرأ أم القرآن، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته".