الحديث من وجهين، مرة عن أبي هريرة، وأخرى عن أبي سعيد الخدريّ، وكلاهما صحيح، فإنّ أحدهما لا يُعِلُّ الثاني.
ولحديث أبي سعيد أسانيد أخرى لا تصح، منها ما رواه الدَّارميّ في "الرّد على الجهميَّة"(٢٩٣) عن أبي سلمة، ثنا حمّاد بن سلمة، ثنا أبو هارون، عن أبي سعيد، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، مثله، وزاد:"يا موسى، أرأيتَ ما علم اللَّهُ أنه سيكون بدٌّ من أن يكون؟ ! ".
وأبو هارون هو عمارة بن جوين العبديّ "متروك" كما في "التقريب".
• عن عمر بن الخطّاب، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"التقى آدمُ وموسى، فقال موسى: أنتَ الذي خلق اللَّه بيده، وأسجد لك ملائكته، ونفخ فيك من روحه، وأمرك بأمر فعصيته، فأخرجتنا من الجنّة؟ فقال له آدم: قد أتاك اللَّهُ التّوراة، فهل وجدتَ فيها: كتب عليَّ الذّنب قبل أن أعمله؟ قال: نعم. قال: فحجَّ آدمُ موسى، فحجّ آدم موسى عليهما السّلام".
حسن: رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (٦٢) عن أحمد بن عبدة الضّبيّ، قال: أخبرنا حمّاد ابن زيد، عن مطر الورّاق، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، قال:"لما تكلّم معبد الجهني في القدر" فذكر الحديث بطوله.
قال ابن خزيمة: قد أمليته في "كتاب الإيمان" وفي الخبر قال عبد اللَّه بن عمر، حدّثني عمر بن الخطّاب، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في مطر الورَّاق غير أنه حسن الحديث.
وهذا الإسناد ساقه مسلم في كتاب الإيمان (٨: ٢) ولم يذكر لفظه، وإنّما أحال على حديث كهمس، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن عبد اللَّه بن عمر، عن عمر بن الخطّاب، قال:"بينا نحن عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذات يوم، إذ طلع علينا رجلُ شديد بياض الثّياب. . . " فذكر حديث جبريل.
قال مسلم: وفيه بعض زيادة ونقصان أحرف. فلعلَّه يقصد هذه الزّيادة التي ذكرها ابن خزيمة.
• عن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّ موسى قال: يا ربّ أَرِنَا آدمَ الذي أخرجنا ونفسَه من الجنّة، فأراه اللَّه آدم، فقال: أنت أبونا آدم؟ فقال له آدم: نعم. قال: أنت الذي نفخ اللَّه فيك من روحه وعلَّمك الأسماءَ كلَّها، وأمر الملائكةَ فسجدُوا لك؟ قال: نعم. قال فما حملك على أن أخرجتنا ونفسَك من الجنّة؟ فقال له آدم: ومن أنت؟ قال: أنا موسى. قال: أنت نبيُّ بني إسرائيل الذي كلمك اللَّه من وراء الحجاب لم يجعل بينك وبينه رسولًا من خلقه؟ قال: نعم. قال