قوله، والحكم لمن رفع.
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} تعدل ثلث القرآن".
صحيح: رواه ابن ماجه (٣٧٨٨) عن الحسن بن علي بن الخلال، حدثنا يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس، فذكره. وإسناده صحيح.
• عن أبي بن كعب أو عن رجل من الأنصار قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} كأنما قرأ بثلث القرآن".
صحيح: رواه أحمد (٢١٢٧٥) وأبو عبيد في فضائل القرآن (ص ٢٦٨) كلاهما عن هشيم، قال: أخبرنا حصين، عن هلال بن يساف، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب أو عن رجل من الأنصار، فذكره. وإسناده صحيح.
وهشيم هو ابن بشير، وحصين هو ابن عبد الرحمن السلمي.
ذكره الهيثمي في المجمع (٧/ ١٤٧) وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
وقوله: "أو رجل من الأنصار" لا يضر هذا الشك، فإن الرجل من الأنصار أيضا صحابي، مع أنه جاء من طرق أخرى عن أبي كعب بدون الشك، وهو أولى، لأن أبي بن كعب كان من كبار قراء الصحابة.
وفي معناه روي أيضا عن أبي أيوب الأنصاري، وعن أم كلثوم بنت عقبة وغيرهما من الصحابة وفي أسانيدها علل.
ومعنى كون قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن يعني أن القرآن يشتمل على التوحيد والرسالة ويوم القيامة وتفاصيله، وسورة الإخلاص كلها لبيان التوحيد بأجمل العبارات وأقصر الألفاظ، فمن قرأها فكأنه عرف معنى التوحيد، وهو أحد الثلاث، ويكون أجره كمن قرأ ثلث القرآن إلا أنه لا يساوي من أحيا الليلة كلها في قراءة القرآن لأن أجر قراءة القرآن له منازل عند الله تعالى.
وقد اختلف أهل العلم في شرح هذا الحديث وتأويله اختلافا كثيرا يصعب حصرها حتى قال ابن عبد البر: السكوت عن هذه المسألة أفضل من الكلام فيها.
• عن عقبة بن عامر قال: لقيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: يا عقبة بن عامر! ألا أعلّمك سورا ما أنزلت في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلهن، لا يأتينَّ عليك ليلةٌ إلا قرأتَهنّ فيها {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)}.
قال عقبة: فما أتتْ عليَّ ليلةٌ إلا قرأتهن فيها، وحُقَّ لي أن لا أدعهن، وقد أمرني بهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.