للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حسن: رواه أحمد (١٧٥٤٢)، عن حسين بن محمد، حدثنا ابنُ عيّاش (هو: إسماعيل)، عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي (وهو الرملي)، عن فروة بن مجاهد اللخمي، عن عقبة بن عامر فذكره.

وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن عيّاش فإنه حسن الحديث إذا روى عن الشاميين، وهذا منها.

وقوله: {اللَّهُ الصَّمَدُ (٢)} صيغة قصر تفيد أن الصمدية لله وحده، وهو السيد المصمود يصمد إليه كل مخلوق لا يستغنون عنه، وهو الغني عنهم، وفيه إبطال لما كان عليه أهل الشرك في الجاهلية في دعائهم أصنامهم في قضاء حوائجهم والفزع إليها في نوائبهم.

والصمد هو: السيد الذي يُصمد إليه في الأمر.

وقيل: الصمد، هو من لا جوف له، فلا يأكل ولا يشرب، ولا يلد ولا يولد، لأن من يولد سيموت، وقد جاء في الصحيح.

• عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليَّ من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا، وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفوا أحد".

صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٩٧٤) عن أبي اليمان، حدثنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

وقوله: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣)} أي: ليس له ولد كما زعمت اليهود والنصارى، ولا والد له، ولا صاحبة.

وقد قال به أيضا كفار مكة: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (٨٨)} [مريم: ٨٨] {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (٢٦)} [الأنبياء: ٢٦]، وقد جاء في الصحيح.

• عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس أحد - أو ليس شيء - أصبرَ على أذى سمعه من الله، إنهم ليدعون له ولدا، إنه ليعافيهم ويرزقهم".

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦٠٩٩) ومسلم في صفة القيامة (٢٨٠٤) كلاهما من حديث الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي موسى، فذكره، واللفظ للبخاري.

وقوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)} والكفؤ: المساوي والمماثل في الصفات.

وفيه أيضا إبطال لقول المشركين: الملائكة بنات الله، وقول اليهود: عزير ابن الله، وقول النصارى: المسيح ابن الله. فكذّبهم الله تعالى في دعواهم، ونفى عن ذاته الولادة والمثلية.

<<  <  ج: ص:  >  >>