حدّثنا أنس قال: فذكره.
قوله: "قبالان" واحده قِبال -بكسر القاف- وهو زمام النعل، وهو السير الذي يكون بين الأصبعين. كذا في النهاية.
والنعل قد يطلق على كل ما يلبس في الرجلين.
• عن عبد اللَّه بن عباس قال: كان لنعل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قِبالان، مَثْنِيٌّ شراكهما.
صحيح: رواه ابن ماجه (٣٦١٤)، والترمذي في الشمائل (٧٦)، والبيهقي في الشعب (٥٨٦٠) كلهم من حديث وكيع، عن سفيان (هو الثوري)، عن خالد الحذاء، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده صحيح. وقوّى سنده الحافظ في الفتح (١٠/ ٣١٢).
• عن أبي هريرة قال: كان لنعل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قِبالان، ولنعل أبى بكر قِبالان، ولنعل عمر قِبالان، وأول من عقد عقدة واحدة عثمان.
حسن: رواه الطبراني في الأوسط - مجمع البحرين (٤٢٢٩) من طريق محمد بن حماد الطهراني، حدّثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه الترمذيّ في الشمائل (٧٩) عن إسحاق بن منصور، عن عبد الرزاق مقتصرًا على قوله: كان لنعل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قبالان. وكذا رواه أيضًا البزار - كشف الأستار (٢٩٦١) مختصرًا من وجه آخر عن أبي هريرة.
وإسناده حسن من أجل صالح مولى التوأمة وهو ابن نبهان مولى التوأمة بنت أمية بن خلف الجمحي؛ فإنه حسن الحديث قبل أن يختلط.
قال ابن معين: "ثقة خرف قبل أن يموت فمن سمع منه قبل فهو ثبت".
قلت: وممن سمع منه قبل اختلاطه ابن أبي ذئب، قاله علي بن المديني وابن معين وابن عدي وغيرهم.
وأما قول ابن حبان في المجروحين (٤٧٩): "تغير في سنة خمس وعشرين ومائة وجعل يأتي بالأشياء التي تشبه الموضوعات عن الأئمة الثقات، فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم، ولم يتميز فاستحق الترك".
ففيه نظر؛ لأنه نقل قول ابن معين أنه قال: "صالح مولى التوأمة قد كان خرف قبل أن يموت، فمن سمع منه قبل أن يختلط فهو ثبت".
وقول ابن معين هذا يرد على قول ابن حبان: "فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم". أردتُ أن أنبّه على ذلك. وقد نص ابن معين وغيره أن ابن أبي ذئب ممن سمع منه قبل الاختلاط.