الأنصاري في حلة إزار ورداء قد أسبل، فجعل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يأخذ بناحية ثوبه، ويتواضع لفه، ويقول:"اللهم عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك" حتى سمعها عمرو بن زرارة، فالتفتَ إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه، إني أحمش الساقين، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا عمرو بن زرارة، إن اللَّه عز وجل قد أحسن كل خلقه، يا عمرو بن زرارة إن اللَّه لا يحب المسبلين". ثم قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بكفه تحت ركبة نفسه فقال:"يا عمرو بن زرارة، هذا موضع الإزار" ثم رفعها، ثم وضعها تحت ذلك، فقال:"يا عمرو بن زرارة، هذا موضع الإزار" ثم رفعها، ثم وضعها تحت ذلك، فقال:"يا عمرو بن زرارة، هذا موضع الإزار".
حسن: رواه الطبراني في الكبير (٨/ ٢٧٧) من طرق عن الوليد بن مسلم، عن الوليد بن أبي السائب، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل القاسم وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي فإنه حسن الحديث، ولكن في الإسناد الوليد بن مسلم وهو مدلس تدليس التسوية إلا أنه صرح بالسماع فيما رواه أحمد (١٧٧٨٢) عنه قال: حدّثنا الوليد بن سليمان (أي ابن أبي السائب) أن القاسم بن عبد الرحمن حدثهم، عن عمرو بن فلان الأنصاري قال: بينا هو يمشي قد أسبل إزاره، إذْ لحقه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكر القصة نحوه.
والقاسم بن عبد الرحمن لم يسمع من عمرو بن فلان وهو ابن زرارة كما في إسناد الطبراني، فقوله:"عن عمرو بن فلان" حكاية لا رواية؛ لأن القصة وقعت له وحذف الواسطة وهو أبو أمامة؛ لأن القاسم بن عبد الرحمن يعرف بصاحب أبي أمامة.
وقد حسّن أيضًا الحافظ ابن حجر في الإصابة (٦٠٣٥) إسناد أحمد، ولم يشر إلى أن القاسم لم يسمعه من عمرو بن فلان.
وفي الباب ما روي عن المغيرة بن شعبة قال: رأيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أخذ بحجزة سفيان بن سهل وهو يقول:"يا سفيان بن أبي سهل، لا تسبل إزارك؛ فإن اللَّه لا يحب المسبلين".
رواه ابن ماجه (٣٥٧٤)، وأحمد (١٨١٥١)، وابن حبان (٥٤٤٢) كلهم من طريق شريك، عن عبد اللَّه بن عمير، عن حصين بن قبيصة، عن المغيرة بن شعبة، فذكره.
وشريك هو ابن عبد اللَّه النخعي سيئ الحفظ، وللحديث طرق أخرى مدارها عليه، تفرد بهذه القصة وهو ممن لا يقبل تفرده.
وأما ما روي عن أبي هريرة قال: بيما رجل يصلي مسبلا إزاره، فقال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اذهب فتوضأ". فذهب فتوضأ، ثم جاء، ثم قال "اذهب فتوضأ". فقال له رجل: يا رسول اللَّه،