فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تسرولوا، وائتزروا، وخالفوا أهل الكتاب". قال: فقلت: يا رسولَ اللَّه، إن أهل الكتاب يتخففون، ولا ينتعلون. قال: فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فتخففوا، وانتعلوا، وخالفوا أهل الكتاب". قال: فقلنا: يا رسول اللَّه، إن أهل الكتاب يقصون عثانينهم، ويوفّرون سبالهم. قال: فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قصوا سبالكم، ووفروا عثانينكم، وخالفوا أهل الكتاب".
حسن: رواه أحمد (٢٢٢٨٣)، والطبراني في الكبير (٧٩٢٤) كلاهما من حديث زيد بن يحيى، حدّثنا عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، حدثني القاسم، فذكره. واللفظ لأحمد.
وإسناده حسن من أجل الكلام في القاسم وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث وهو صاحب أبي أمامة. وقد قيل: إنه لم يسمع إلا من أبي أمامة. والصحيح أنه سمع من غير أبي أمامة أيضًا.
وزيد بن يحيى هو ابن عبيد الخزاعي أبو عبد اللَّه الدمشقي من ثقات شيوخ أحمد.
قوله "سبالكم" السبال جمع سَبَلة وهي الشارب.
وقوله: "عثانينكم" عثانين جمع عُثنون وهو اللحية.
• عن المغيرة بن شعبة قال: ضفت بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ذات ليلة، فأمر بجنب فشوي. قال: فأخذ الشفرة، فجعل يحز لي بها منه. قال: فجاءه بلال يؤذنه بالصلاة، فألقى الشفرة، وقال: "ما له تربت يداه". قال مغيرة: وكان شاربي وفى، فقصه لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على سواك، أو قال: "أقصه لك على سواك".
حسن: رواه أبو داود (١٨٨)، وأحمد (١٨٢١٢) كلاهما من حديث وكيع، حدّثنا مسعر، عن أبي صخرة جامع بن شداد، عن مغيرة بن عبد اللَّه، عن المغيرة بن شعبة قال: فذكره. واللفظ لأحمد.
وإسناده حسن من أجل مغيرة بن عبد اللَّه فإنه حسن الحديث.
وأما ما روي عن ابن عباس قال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقص شاربه، وكان أبوكم إبراهيم من قبله يقص شاربه. ففيه ضعف.
رواه الترمذيّ (٢٧٦٠)، وأحمد (٢٧٣٨) كلاهما من حديث سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وسماك بن حرب مضطرب في روايته عن عكرمة، وهذا منه.
وفي الباب ما روي عن عطاء بن يسار أخبره قال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في المسجد، فدخل رجل ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بيده أن اخرج، كأنه يعني، إصلاح شعر رأسه ولحيته، ففعل الرجل، ثم رجع، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أليس هذا خيرًا من أن يأتي أحدكم ثائر