والناس كَنَفَتيه، فمرّ بجدي أسكّ ميت، فتناوله، فأخذ بأذنه، ثم قال: "أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ " فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال: "أتحبون أنه لكم؟ " قالوا: واللَّه لو كان حيا كان عيبا فيه، لأنه أسك، فكيف وهو ميت؟ فقال: "فواللَّه للدنيا أهون على اللَّه من هذا عليكم".
صحيح: رواه مسلم في الزهد (٢٩٥٧) عن عبد اللَّه بن مسلمة بن قعنب، حدّثنا سليمان -يعني ابن بلال- عن جعفر، عن أبيه، عن جابر، فذكره.
وقوله: "كنفتيه" أي جانبيه.
وقوله: "جدي" أي ولد المعز.
وقوله: "أسك" أي صغير الأذنين.
• عن سهل بن سعد قال: كنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بذي الحُليفة، فإذا هو بشاة ميّتة شائلة برجلها، فقال: "أترون هذه هيّنة على صاحبها؟ فوالذي نفسي بيده! للدنيا أهون على اللَّه من هذه على صاحبها، ولو كانت الدنيا تزن عند اللَّه جناح بعوضة، ما سقى كافرًا منها قطرة أبدًا".
حسن: رواه ابن ماجه (٤١١٠)، والحاكم (٤/ ٣٠٦) كلاهما من طرق عن أبي يحيى زكريا بن منظور، قال: حدّثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.
وزكريا بن منظور هو القرظي المدني ضعيف لكنه توبع.
رواه الترمذيّ (٢٣٢٠) من طريق عبد الحميد بن سليمان -والطبراني في المعجم الكبير (٦/ ٢١٩) من طريق زمعة بن صالح- كلاهما (عبد الحميد وزمعة) عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.
وعبد الحميد بن سليمان وزمعة بن صالح كلاهما ضعيفان.
وبهذه المتابعات يرتقي الحديث إلى درجة الحسن.
• عن أبي الدرداء قال: مرّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بدمنة قوم فيها سخلة ميتة، قال: "ما لأهلها فيها حاجة؟ " قالوا: يا نبي اللَّه لو كان لأهلها فيها حاجة ما نبذوها، قال: "فواللَّه للدنيا أهون على اللَّه من هذه السخلة على أهلها، فلا ألفينها أهلكت أحدًا منكم".
صحيح: رواه البزار (٤١١٣) عن محمد بن عامر (هو الأنطاكي)، قال: نا الربيع (هو ابن نافع أبو توبة الحلبي)، حدثني محمد بن مهاجر، عن يونس بن حلبس، عن أبي إدريس عائذ اللَّه، عن أبي الدرداء، فذكره.
وإسناده صحيح، وقد صحّحه البزار فقال: "وإسناده صحيح من حديث أهل الشام، وفي حديث أبي الدرداء زيادة على سائر الأحاديث: "فلا ألفينها أهلكت أحدا منكم".