صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٨٩١: ٢٢) عن حرملة بن يحيى التجيبي، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أن أبا إدريس الخولاني كان يقول: قال حذيفة ابن اليمان، فذكره.
• عن حذيفة قال: كنا عند عمر، فقال: أيكم يحفظ حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الفتنة كما قال؟ قال: فقلت: أنا، قال: إنك لجريء، وكيف قال؟ قال: قلت: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"فتنة الرجل في أهله، وماله، ونفسه، وولده، وجاره، يكفّرها الصيام، والصلاة، والصدقة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر"، فقال عمر: ليس هذا أريد، إنما أريد التي تموج كموج البحر، قال: فقلت: ما لك ولها يا أمير المؤمنين؟ إدن بينك وبينها بابًا مغلقًا، قال: أفيُكسرُ الباب أم يُفتح؟ قال: قلت: لا بل يُكسر، قال: ذلك أحرى أن لا يُغلق أبدًا.
قال (القائل هو الشقيق): فقلنا لحذيفة، هل كان عمر يعلم من الباب؟ قال: نعم كما يعلم أن دون غد الليلة، إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط، قال: فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب؟ فقلنا لمسروق: سلْه فسأله، فقال: عمر.
متفق عليه: رواه البخاريّ في مواقيت الصلاة (٥٢٥)، ومسلم في الفتن (١٤٤: ٢٦) كلاهما من طرق عن الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة، فذكره.
• عن حذيفة قال: كنا عند عمر، فقال: أيكم سمع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره؟ قالوا: أجل، قال: تلك تكفّرها الصلاة والصيام والصدقة، ولكن أيكم سمع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يذكر الفتن التي تموج موج البحر، قال حذيفة: فأسكتَ القومُ فقلت: أنا، قال: أنت للَّه أبوك، قال حذيفة: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"تُعرض الفتنُ على القلوب كالحصير عُودًا عُودًا، فأي قلب أُشربها نُكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نُكت فيه نكتة بيضاءُ، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والاخر أسود مُربادًا كالكوز مجخِّيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، إلا ما أُشرب من هواه".
قال حذيفة: وحدثته أن بينك وبينها بابًا مغلقًا، يوشك أن يُكسرَ، قال عمر: أكسرًا لا أبا لك! فلو أنه فُتح لعله كان يُعاد، قلت: لا بل يُكسر، وحدّثتُه أن ذلك الباب رجل يُقتل أو يموت، حديثا ليس بالأغاليط.