صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٤٤: ٢٣١) عن محمد بن عبد اللَّه بن نمير، حدّثنا أبو خالد -يعني سليمان بن حيان- عن سعد بن طارق، عن ربعي، عن حذيفة، فذكره.
قال أبو خالد: فقلت لسعد: يا أبا مالك ما أسود مربادًا؟ قال: شدة البياض في سواد، قال: قلت: فما الكوز مجخيا؟ قال: منكوسا.
• عن حذيفة قال: حدّثنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدّثنا:"أن الأمانة نزلت في جَذْر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن، فعلموا من القرآن، وعلموا من السنة"، ثم حدّثنا عن رفع الأمانة قال:"ينام الرجل النومة، فتُقبض الأمانةُ من قلبه، فيظلُّ أثرها مثل الوكْتِ، ثم ينام النومةَ فتُقبض الأمانة من قلبه، فيظلُّ أثرها مثل المجل كجمر دَحْرجتَه على رجلك، فنفط فتراه منتبرًا، وليس فيه شيء، (ثم أخذ حصًى فدَحْرجه على رجله) فيُصيح الناس يتبايعون، لا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال: إن في بني فلان رجلًا أمينا، حتى يقال للرجل: ما أجْلدَه! ما أظْرفَه! ما أعْقلَه! وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان".
ولقد أتى عليَّ زمان، وما أبالي أيكم بايعتُ، لئن كان مسلمًا ليردنّه عليّ دينُه، ولئن كان نصرانيًّا أو يهوديًّا ليردنّه على ساعيه، وأما اليوم فما كنتُ لأبايع منكم إلا فلانا وفلانا.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الفتن (٦٤٩٧) واللفظ له، ومسلم في الإيمان (١٤٣: ٢٣٠) كلاهما من طريق الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة، فذكره.
قوله:"جذر قلوب الرجال" الجذر هو أصل كل شيء والمراد: من أصلها.
وقوله:"مثل الوكت" هو الأثر في الشيء كالنقطة من غير لونه.
وقوله:"المجل" من مَجِلَ يَمْجَل يقال: مجلتْ يده أي صارتْ في يده من العمل بفأس ونحوها كالقبة فيه ماء قليل.
• عن حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت: يا رسول اللَّه، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا اللَّه بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال:"نعم" قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال:"نعم وفيه دَخن" قلت: وما دخنه؟ قال:"قوم يهدون بغير هديي تَعرف منهم وتُنكر" قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال:"نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها" قلت: يا رسول اللَّه صفْهم لنا قال: "هم من جلدتنا