• عن النعمان بن بشير قال: كنا قعودًا في المسجد مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وكان بشير رجلا يكف حديثه، فجاء أبو نعلبة الخشني فقال: يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الأمراء؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته، فجلس أبو ثعلبة فقال حذيفة: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تكون النبوة فيكم ما شاء اللَّه أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء اللَّه أن تكون ثم يرفعها إذا شاء اللَّه أن يرفعها. ثم تكون مُلكا عاضًّا فيكون ما شاء اللَّه أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء اللَّه أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة" ثم سكت.
قال حبيب: فلما قام عمر بن عبد العزيز، وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته، فكتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه، فقلت له: إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين -يعني: عمر- بعد الملك العاض والجبرية، فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز، فسر به، وأعجبه.
حسن: رواه أحمد (١٨٤٠٦) عن سليمان بن داود الطيالسي، حدثني داود بن إبراهيم الواسطي، حدثني حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير، فذكره.
واسناده حسن من أجل حبيب بن سالم فإنه حسن الحديث. إلا قوله:"ثم تكون خلافة على منهاج النبوة". فهو شاذ والأحاديث الصّحيحة ليس فيها ذكر الخلافة على منهاج النبوة بعد ذهاب الخلافة، وإتيان الملك.
• عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يَدْرس الإسلام كما يَدْرس وَشْيُ الثوب، حتى لا يُدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك، ولا صدقة، وليسرى على كتاب اللَّه عز وجل في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس والشيخ الكبير والعجوز، يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا اللَّه، فنحن نقولها" فقال له صلة: ما تُغْني عنهم لا إله إلا اللَّه، وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثا، كل ذلك يُعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة، تنجيهم من النار، ثلاثا.
صحيح: رواه ابن ماجه (٤٠٤٩)، والحاكم (٤/ ٤٧٣) كلاهما من طريق أبي معاوية، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، فذكره.
وإسناده صحيح. وقال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم".