مسجدكم هذا؟ فقلت له: نعم، وأشرت له إلى ناحية منه، فقال: هل تدري ما الثلاث التي دعا بهن فيه؟ فقلت: نعم، قال: فأخبِرني بهن فقلت: دعا بأن لا يُظهر عليهم عدوًا من غيرهم، ولا يُهلكهم بالسنين فأعطيهما، ودعا بأن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعها، قال: صدقت، قال ابن عمر: فلن يزال الهرجُ إلى يوم القيامة.
صحيح: رواه مالك في كتاب القرآن (٣٥) عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن جابر بن عتيك، فذكره. وإسناده صحيح.
وهذه رواية يحيى بن يحيى الليثي عن مالك، وقد اختلف في إسناده على مالك اختلافا شديدًا، ذكره ابن عبد البر في التمهيد (١٩/ ١٩٥) وجزم بأن رواية يحيى هذه أولى بالصواب.
• عن معاذ قال: صلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلاة، فأحسن فيها القيام والخشوع والركوع والسجود، قال: "إنها صلاة رغب ورهب، سألت اللَّه فيها ثلاثا، فأعطاني اثنتين، وزوَى عني واحدة، سألتُه أن لا يبعث على أمتي عدوًّا من غيرهم فيجتاحهم فأعطانيه. وسألتُه أن لا يبعث عليهم سنة تقتلهم جوعا فأعطانيه. وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فردَّها عليَّ".
حسن: رواه أحمد (٢٢١٠٨، ٢٢١٢٥) من طرق عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، فذكره.
وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل إلا أن له طريقا آخر يتقوى بها.
وهو ما رواه ابن ماجه (٣٩٥١)، وأحمد (٢٢٠٨٢)، وصحّحه ابن خزيمة (١٢١٨) كلهم من طرق عن الأعمش، عن رجاء الأنصاري، عن عبد اللَّه بن شداد بن الهاد، عن معاذ بن جبل، فذكره. إلا أن فيه: "وسألته أن لا يهلككم غرقا فأعطانيها" وليس فيه: ذكر السنة التي تقتلهم جوعا.
ورجاء الأنصاري لم يرو عنه غير الأعمش، ولم يوثّقه أحد، وقال ابن حجر في التقريب: "مقبول" يعني عند المتابعة، وقد توبع في أصل الحديث.
• عن أم حبيبة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "رأيت ما تلقى أمتي بعدي، وسفكَ بعضهم دماءَ بعضٍ، وسبق ذلك من اللَّه تعالى كما سبق في الأمم قبلهم، فسألتُه أن يولّيني شفاعةً يوم القيامة فيهم، ففعل".
صحيح: رواه أحمد (٢٧٤١٠)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٢٢) كلاهما من حديث أبي اليمان، أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن أنس بن مالك، عن أم حبيبة، فذكرته.
ورواه بعضهم عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، عن أنس، عن أم حبيبة.