اللَّه بن عمرو، فذكره في حديث طويل.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه يبعث ريحًا من اليمن ألينَ من الحرير، فلا تدع أحدًا في قلبه مثقال حبة -أو مثقال ذرة- من إيمان إلا قبضته"
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١١٧: ١٨٥) من طريق صفوان بن سليم، عن عبد اللَّه بن سلمان، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
قوله: "إن اللَّه يبعث ريحا من اليمن" وقد جاء في حديث عبد اللَّه بن عمرو السابق: "ثم يرسل اللَّه ريحا باردة من قبل الشام" فيحتمل أنهما ريحان، شامية ويمانية، ويحتمل أن مبدأها من أحد الإقليمين، ثم تصل الآخر وتنتشر عنده.
وأما ما روي عن بريدة بن الحصيب قال: سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "رأس مائة سنة يبعث اللَّه ريحا باردة يقبض فيها روح كل مسلم". ففيه نكارة.
رواه البخاريّ في التاريخ الكبير (٢/ ١٠١ - ١٠٢)، والبزار (٤٤٢٠)، والحاكم (٤/ ٤٥٧) كلهم من طرق عن بشير بن المهاجر، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، فذكره.
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن بريدة بهذا الإسناد".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
وقال ابن حجر في المطالب (٤٣٤٩): "إسناده حسن".
قلت: في إسناده بشير بن المهاجر مختلف فيه، وهو حسن الحديث عندي إذا لم يأت بما ينكر عليه.
وهذا الحديث مما أنكر عليه، قال البخاري في ترجمة بشير من التاريخ الكبير (٢/ ١٠٢): "يخالف في بعض حديثه هذا" وساقه الذهبي في مناكيره في الميزان، والمتن مشكل، فإن كان المراد مائة سنة بعد موت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فهذا مخالف للواقع، وإن كان المراد قبل قيام الساعة فالتحديد بمائة سنة ليس له معنى كما أنه لم يرد في الأحاديث الصحيحة التي جاء فيها أن اللَّه تعالى يبعث ريحا قبل قيام الساعة فتقبض روح كل مؤمن.
ولعله دخل حديث انقراض جماعة الصحابة بعد مائة سنة في حديث بعث الريح التي تقبض أرواح المؤمنين قبل قيام الساعة. واللَّه أعلم.
• عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس".
صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٩٤٩) عن زهير بن حرب، حدّثنا عبد الرحمن -يعني ابن مهدي- حدّثنا شعبة، عن علي بن الأقمر، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه، فذكره.
• عن عبد اللَّه بن مسعود قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن من شرار الناس من تدركه الساعة، وهم أحياء، ومن يتخذ القبور مساجد".