الوليد، حدثنا الزبيديّ، حدثني راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة النّصيريّ، عن هشام بن حكيم، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن عثمان فإنه "صدوق"، وبقية رجاله ثقات.
وبقية مدلّس، ولكنّه صرّح بالتحديث وقد توبع أيضًا، فرواه الفريابي (٢٤) من وجه آخر عن راشد بن سعد بإسناده مثله، وسيأتي مزيد من التحقيق في كتاب القدر.
• عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أخذ اللَّه الميثاق من ظهر آدم بنَعمان -يعني عرفة- فأخرج من صلبه كل ذريّة ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلَّمهم قبلًا، قال: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (١٧٢) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [سورة الأعراف: ١٧٢ - ١٧٣] ".
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٤٥٥)، وابن أبي عاصم في السنة (٢٠٢)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٧١٤)، وفي كتاب القدر (١/ ٢٦٧)، وابن منده في الرّد على الجهمية (٢٩)، والحاكم (٢/ ٥٤٤) كلّهم من طرق عن حسين بن محمد المروزيّ، حدثنا جرير -يعني ابن حازم-، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره، واللَّفظ لأحمد.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد".
وتابعه وهب بن جرير، عن أبيه على رفعه، ومن طريقه أخرجه الحاكم (١/ ٢٧)، وعنه البيهقي في الأسماء والصفات (٤٤١) وقال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتجّ مسلم بكلثوم بن جبر".
قلت: وهو كما قالا، إِلَّا أن كلثوم بن جبر وإن كان من رجال مسلم، وثقه أحمد وابن معين وابن سعد وغيرهم، وتكلّم فيه النسائيّ غير أنه حسن الحديث.
إِلَّا أن الحديث اختلف في رفعه ووقفه، فرواه مرفوعًا حسين بن محمد المروذيّ، ووهب بن جرير، كلاهما عن جرير بن حازم، كما رأيت.
ورواه عبد الوارث عند الطبري في تفسيره (١٠/ ٥٤٧)، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فوقَّفه.
وكذا رواه إسماعيل ابن عليّة، ووكيع، عند الطبري في تفسيره (١٠/ ٥٤٨، ٥٥٠) كلاهما عن ربيعة بن كلثوم بن جبر، عن أبيه، به.
وكذا رواه عطاء بن السّائب، وحبيب بن أبي ثابت، وعلي بن بذيمة، عند الطبري (١٠/ ٥٤٨ - ٥٥١) وابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٦١٣) كلهم عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله.