للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرجل؟ فيقولُ: لا أدري، أقولُ ما يقولُ الناسُ، فيقال له: لا دَرَيْتَ، هذا مقْعَدُكَ الذي كان لَكَ من الجنة، قد أُبْدِلْتَ مكانَه مَقْعدَكَ من النار".

قال جابر: فسمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ في القبرِ على ما مات: المؤمنُ على إيمانه، والمنافقُ على نفاقِه".

صحيح: رواه عبد الرزاق (٦٧٤٤، ٦٧٤٦) عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول فذكره. وإسناده صحيح.

ورواه الإمام أحمد (١٤٧٢٢)، والطبراني في "الأوسط" (٩٠٧٢) كلاهما من طريق ابن لهيعة، عن أبي الزبير أنه سأل جابر بن عبد الله واللفظ للإمام أحمد، وابن لهيعة فيه كلام، ولكنه قد توبع في الإسناد الأول.

وأما ما رُوي عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر فتَّان القبور، فقال عمر: أتُرد علينا عقولُنا يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم كهيتكم اليوم" فقال عمر: "بفيه الحجر". فهو ضعيف.

رواه الإمام أحمد (٦٦٠٣) عن حسن (ابن موسى الأشيب) حدثنا ابن لهيعة، حدثني حُيي بن عبد الله، أن أبا عبد الرحمن حدَّثه، عن عبد الله بن عمرو فذكره.

وابن لهيعة فيه كلام معروف، ولكن رواه ابن حبان في صحيحه (٣١١٥) من طريق ابن وهب، قال: حدثني حُييُّ بن عبد الله بإسناده فذكره.

وحُيَيُّ بن عبد الله المعافري قال فيه أحمد: "أحاديثه مناكير وقال البخاري: "فيه نظر وقال النسائي: "ليس بالقوي"، وذكره العقيلي وابن الجوزي وغيرهما في "الضعفاء"، وتساهل فيه ابن حبان فأورده في "الثقات" وأخرج عنه في صحيحه، ولعله اعتمد فيه على قول ابن معين: "ليس به بأس"، ولم ينظر إلى كلام الأئمة السابقين.

وكذلك قال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٤٧): "رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح" وهو ليس كما قال، لأن ابن لهيعة وحُيَيَّ بن عبد الله ليسا من رجال الصحيح.

والفتان هما الملكان السائلان.

وقصة فتاني القبر أخرجها الحافظ البيهقي فيه "إثبات عذاب القبر" (١١٦) بعدة أسانيد، وها أنا أسوقها مع التعليق عليها.

قال البيهقي رحمه الله تعالى: أخبرني محمد بن عبد الله الحافظ، ومحمد بن موسى بن الفضل قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا منصور بن أبي مزاحم، ثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عطاء بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: "يا عمر! كيف بك إذا أنت أعد لك من الأرض ثلاث أذرع وشبر في عرض ذراع وشبر، ثم قام إليك أهلوك فغسلوك، وكفنوك، وحنطوك، ثم احتملوك حتى يغيبوك ثم يهيلوا عليك

<<  <  ج: ص:  >  >>