قوله: "إلى الصلاة فصلي": صلاة الفجر.
وقوله: "دخولهما في الصلاة": أي صلاة الصبح.
• عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يمنعنكم أذان بلال من السحور، فإن في بصره شيئًا".
صحيح: رواه الإمام أحمد (١٢٤٢٨)، وأبو يعلى (٢٩٦٧)، والبزار -كشف الاستار (٩٨٢) - كلّهم من طريق محمد بن بِشْر، حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس، فذكره. وإسناده صحيح.
وسعيد هو ابن أبي عروبة ثقة حافظ، وكان من أثبت الناس في قتادة إلا أنه مختلط، وقد سمع منه محمد بن بشر قبل الاختلاط.
ولا يعارض هذا قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أذّن ابن أمّ مكتوم فكلوا واشربوا، وإذا أذن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا" وذلك على العموم، وأحيانًا كان بلال يخطئ فيؤذن قبل الفجر لسوء في عينه كما جاء في حديث شيبان أنه غدا إلى المسجد فجلس إلى بعض حجر النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فسمع صوته، فقال: "أبا يحيى" قال: نعم. قال: "ادخل" فدخل فإذا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يتغدي. فقال: "هلّم إلى الغداء" فقال: يا رسول الله، إني أريد الصيام. قال: "وأنا أريد الصيام، إن مؤذننا في بصره سوء أذّن قبل الفجر". رواه الطبرانيّ في "المعجم الكبير" (٧/ ٣٧٣).
قال الهيثميّ في "المجمع" (٣/ ١٥٣): "فيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثوري وفيه كلام".
قلت: وفيه شيخه أشعث بن سوار الكندي أضعف منه.
وذكر ابنُ خزيمة (١/ ٢١١) تأويلًا آخر فقال: "يجوز أن يكون بين ابن أمّ مكتوم وبن بلال نوب، فكان بلال إذا كانت نوبته أذن بليل، وكان ابن أم مكتوم إذا كانت نوبته أذن بليل".
ولعلّ حديث أنيسة بنت حبيب يدل عليه.
• عن أُنيسة بنت حبيب قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أذّن ابن أمّ مكتوم فكلوا واشربوا. وإذا أذّن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا" فإن كانت الواحدة منا ليبقى عليها الشيء من سحورها فتقول لبلال: أمهل حتى أفرغ من سحوري.
صحيح: رواه النسائي (٦٤٠)، وابن خزيمة (٤٠٤)، وابن حبان (٣٤٧٤)، وأحمد (٢٧٤٤٠) كلّهم من طريق هشيم، قال: حدّثنا منصور بن زاذان، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن عمّته أنيسة بنت حبيب، فذكرته. وإسناده صحيح. انظر كتاب الأذان.
وأما ما رُوي عن زيد بن ثابت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ ابن أم مكتوم يؤذّن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذّن بلال" فهو ضعيف. فيه محمد بن عمر الواقديّ ضعيف جدًّا. ومن طريقه رواه البيهقي (١/ ٣٨٢).