كشف الأستار (٢٠٤٥)، وابن خزيمة في "كتاب التوحيد"(٢٦٩)، واللالكائيّ في "أصول الاعتقاد"(٧٥٠) كلّهم من طريق عمرو بن الحارث، عن عبد الملك بن عبد الملك، عن المصعب ابن أبي ذئب، عن القاسم بن محمد، عن أبيه، أو عن عمّه، عن جدّه أبي بكر، فذكر الحديث، واللّفظ للدّارميّ. وفي بعض الرّوايات:"وفي قلبه شحناء".
وإسناده ضعيف فإنّ عبد الملك بن عبد الملك وشيخه المصعب بن أبي ذئب ذكرهما ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل فلم يقل فيهما شيئًا؛ في ترجمة عبد الملك بن عبد الملك إلا قول أبيه:"روى عنه عمرو بن الحارث"(٥/ ٣٥٩)، وقال في ترجمة الثاني (٨/ ٣٠٦ - ٣٠٧): "مصعب بن أبي ذئب، روي عن القاسم بن محمد، روى عنه عبد الملك بن أبي ذئب، روي عمرو بن الحارث، عن عبد الملك بن عبد الملك، عن مصعب بن أبي ذئب هذا، سمعت أبي يقول: لا يعرف منهم إلّا القاسم بن محمد - يعني في الإسناد".
وهذا صريح في تجهيل عبد الملك وشيخه المصعب بن أبي ذئب.
وقال البخاريّ "في حديثه نظر" يعني حديث عمرو بن الحارث، عن عبد الملك، وقال ابن حبان:"لا يتابع على حديثه". ونقل ابنُ عدي أيضًا وساق الحديث وقال:"هو معروف بهذا الحديث، لا يرويه عنه غير عمرو بن الحارث، وهو حديث منكر بهذا الإسناد". انظر للمزيد:"لسان الميزان"(٤/ ٦٧) في ترجمة عبد الملك بن عبد الملك.
وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(٢/ ٦٧): "هذا حديث لا يصح ولا يثبت". وتعقّب الهيثمي البزّار في قوله:"عبد الملك ليس بمعروف، وقد روي هذا الحديث أهلُ العلم واحتملوه"، فقال:"هذا كلام ساقط". كشف الأستار (٢/ ٤٣٦).
٢ - وعن أبي ثعلبة، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"إذا كان ليلة النصف من شعبان يطلع اللَّه عزّ وجلّ إلى خلقه فيغفر للمؤمنين، ويترك أهل الضغائن وأهل الحقد بحقدهم".
رواه ابن أبي عاصم في "السنة"(٥١١)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(٧٦٠)، والبيهقي في "فضائل الأوقات"(٢٣) كلّهم من طريق الأحوص بن حكيم، عن مهاجر بن حبيب، عن أبي ثعلبة الخشني، فذكر الحديث واللّفظ لابن أبي عاصم.
وفي إسناده الأحوص بن حكيم العنسيّ الحمصيّ قال النسائيّ: ضعيف. وقال أبو حاتم: ليس بقوي، منكر الحديث. وقال الجوزجانيّ: ليس بالقوي في الحديث. والخلاصة فيه: أنّه ضعيف الحفظ كما في التقريب.
وأورد ابن الجوزيّ هذا الحديث في "العلل المتناهية"(٢/ ٧٠) وقال: "هذا حديث لا يصح، قال أحمد بن حنبل: الأحوص لا يُروى حديثُه. وقال يحيى: ليس بشيء. وقال الدّارقطنيّ: منكر الحديث، وقال: مضطرب غير ثابت".