للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كلّهم من حديث هشام بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: جاء رجلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أفطر في رمضان" بهذا الحديث، قال: فأتي بعرق فيه تمر قدر خمسة عشر صاعًا. وقال فيه: "كُلْه أنت وأهل بيتك، وصمْ يومًا واستغفر الله".

وهشام بن سعد هو المدني مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف لأنه رُمي بسوء الحفظ.

وهنا خالف في الإسناد، وزاد في المتن، وهو قوله: "وصُمْ يومًا".

ولذا قال ابن خزيمة: "هذا الإسناد وهم".

ولكن قوّاه البيهقيّ من وجهين:

أحدهما: رُوي ذلك عن سعيد بن المسيب، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -.

وهو ما رواه مالك في الصوم (٣٠) عن عطاء بن عبد الله الخراسانيّ، عن سعيد بن المسيب، أنه قال: جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضرب نحره، وينتف شعره، ويقول: هلك الأبعد. قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وما ذاك؟ ". فقال: أصبتُ أهلي، وأنا صائم في رمضان. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل تستطيع أن تُعتق رقبة؟ ". فقال: لا. فقال: "هل تستطيع أن تهدي بدنة؟ ". قال: لا. قال: "فجالس"، فأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرق تمر، فقال: "خذ هذا فتصدّق به". فقال: ما أجد أحوج مني. فقال: "كُلْه وصم يومًا مكان ما أصبتَ".

قال مالك: قال عطاء: فسألت سعيد بن المسيب: كم في ذلك العرق من التمر؟ فقال: ما بين خمسة عشر صاعًا إلى عشرين.

وهذا المرسل رواه أبو داود في مراسيله (١٠٢)، وانيهقي (٤/ ٢٢٧) كلاهما من طريق مالك.

قال أبو داود: "مالك يهم في اسم أبي عطاء ليس هو ابن عبد الله".

قلت: وهو كما قال؛ فإنّ عطاء هو ابن أبي مسلم، واسم أبيه ميسرة، وقيل: عبد الله، فلعلّ مالكًا اختار المرجوح، المهم أنه لا خلاف بأنه الخراساني.

ورفعه ابن ماجه (١٦٧١)، والبيهقي (٤/ ٢٢٦) من حديث عبد الجبار بن عمر، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. كما رواه البيهقي (٤/ ٢٢٦) من طريق أبي مروان، ثنا إبراهيم بن سعد من وجهين.

وقال: رواه أيضًا أبو أويس المدنيّ، عن الزهري، ثم أسنده عنه.

وتابعه أيضًا عبد الجبار بن عمر، عن الزّهريّ، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وعبد الجبار بن عمر ضعيف كما قلت.

وقال: وقد روي ذلك أيضًا في حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه. ثم أخرجه هو والإمام أحمد (٦٩٤٥)، وابن خزيمة (١٩٥٥) من طريق الحجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب،

<<  <  ج: ص:  >  >>