"هو تابعيّ".
وقال ابن عدي: وهذا له طرق، قوله: "رأيتُ ربّي في أحسن صورة" واختلفوا في أسانيدها فرأيتُ أحمد بن حنبل صحّح هذه الرّواية التي رواها موسى بن خلف، عن يحيى بن أبي كثير حديث معاذ بن جبل، قال: هذا أصحُّها".
وقال الحافظ في "تهذيبه" (٦/ ٢٠٥): "وكذا قوَّاه ابن خزيمة من رواية يحيى، عن زيد، عن جدّه، عنه، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل".
• عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رأيتُ ربّي عزّ وجلّ". وهو مختصر من حديث الرّؤيا السّابق.
صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٥٨٠)، وابنه عبد اللَّه في السنة (١١١٦)، والآجريّ في الشريعة (١٠٣٣)، واللالكائيّ في شرح أصول الاعتقاد (٩٨٧)، وابن أبي عاصم في السنة (٤٣٣) كلّهم من طرق عن حمّاد بن سلمة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده صحيح، قال الذّهبيّ في "العلو" (٢٢٦): "إسناده قويٌّ".
وقال الهيثميّ في "المجمع": "رجاله رجال الصّحيح".
وقال ابن كثير في "تفسيره": "إسناده على شرط الصحيح، لكنه مختصر من حديث الرؤيا".
وقال أبو زرعة الرَّازيّ: "حديث قتادة عن عكرمة، عن ابن عباس في الرؤية صحيح، ولا ينكره إِلَّا معتزليّ". ذكره الضّياء المقدسيّ في "المختارة".
لكن بعض أهل العلم حملوا على حمّاد بن سلمة فقالوا: هو وإن كان من بحور العلم، ولكنه ربّما حدّث بحديث منكر؛ لأنه لما كبر ساء حفظه.
قال ابن الجوزيّ في العلل المتناهية (١/ ٢٣): "هذا الحديث لا يثبت، وطرقه كلّها على حمّاد ابن سلمة".
ولكن قال ابن عدي: "الأحاديث التي رويت في الرّؤية قد رواها غير حمّاد بن سلمة". ذكره البيهقيّ في الأسماء والصفات.
قلت: وهو كما قال؛ فإنّ حديث الرّؤية التي أشار إليها أهلُ العلم في كلامهم رواه الإمام أحمد (٣٤٨٤) عن عبد الرزّاق، حدّثنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ابن عباس، قال: إنّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أتاني ربِّي عزّ وجلّ الليلة في أحسن صورة -أحسبه يعني في النّوم- فقال: يا محمّد، هل تدري فيما يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: لا. قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: فوضع يده بين كتفي حتى وجدتُ بردها بين ثَدْييَّ -أو قال: نحري-، فعلمت ما في السَّماوات وما في الأرض. ثم قال: يا محمّد، هل تدري فيما يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: نعم يختصمون في الكفّارات والدّرجات. قال وما الكفّارات والدرجات؟ قال: المكث في المساجد بعد الصلوات، والمشي