الخيرات، وترك المنكرات، وحبّ المساكين، وأن تغفر ليّ، وترحمنيّ، وإذا أردت فتنةً في قوم فتوفّني وأنا غير مفتون، اللَّهُمَّ إنِّي أسألك حبّك، وحبَّ من يحبُّك، وحبًّا يبلّغني حبَّك".
حسن: رواه البزّار -كشف الأستار (٢١٢٨) - عن إسحاق بن إبراهيم (قرابة أحمد بن منبع)، ثنا الحسن بن سوار، ثنا اللّيث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن أبي يحيى، عن أبي أسماء، عن ثوبان، فذكره.
قال الهيثميّ في "المجمع" (٧/ ١٧٧): "رواه البزّار من طريق أبي يحيى، عن أبي أسماء الرّحبيّ، وأبو يحيى لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
قلت: كذا قال الهيثميّ بأنه لا يعرف أبا يحيى، وقد عرفه ابن خزيمة فقال:
"روي معاوية بن صالح عن أبي يحيى -وهو عندي سليمان بن عامر- عن أبي يزيد، عن أبي سلام الحبشيّ، أنه سمع ثوبان (فذكر مثله)". كتاب التوحيد (٤٤٢).
ومن هذا الوجه رواه ابن أبي عاصم في السنة (٤٧٠) مختصرًا، والبغويّ في شرح السنة (٩٢٥) وقال: "أبو يحيى هو سليم بن عامر الخبائريّ تابعي سمع أبا أمامة". وقال أيضًا: وأبو يزيد شاميّ لا يعرف اسمه، وأبو سلام اسمه ممطور الحبشيّ حيّ من بجيلة". انتهى.
قلت: إن كان أبو يحيى هو سليم -أو سليمان- ابن عامر الكلاعيّ كما جزم البغوي فهو ثقة، وثقه ابن سعد والنسائي وغيرهما، وقال الحافظ في التقريب:"ثقة".
وأبو يزيد: واسمه غيلان بن أنس الكلبيّ مولاهم. روى عنه جمعٌ من الثقات ولم يذكر فيه توثيقه عن أحد، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(٩/ ٤٥٩) ولم يذكر فيه شيئًا، وجعله الحافظ في مرتبة "مقبول" أي حيث يتابع، وقد توبع من حيث الجملة، وبه صار الإسناد حسنًا.
• عن أبي أمامة، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"أتاني ربّي في أحسن صورة، فقال: يا محمد فقلتُ: لبيك وسعديك. قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري، فوضع يده على ثديَيَّ، فعلمت في مقامي ذلك ما سألني عنه من أمر الدّنيا والآخرة، فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الدّرجات والكفّارات، فأما الدّرجات فإبلاغ الوضوء في السبرات، وانتظار الصلاة بعد الصلوات، قال: صدقت، من فعل ذلك عاش بخير ومات بخير، وكان من خطيئته كما ولدته أمّه. وأمّا الكفارات فإطعام الطّعام، وإفشاء السّلام، وطيب الكلام، والصّلاة والنّاس نيام، ثم قال: "اللَّهُمَّ إني أسألك عمل الحسنات، وترك السيئات، وحب المساكين ومغفرة، وأن تتوب عليّ. وإذا أردتَ في قوم فتنة فنجني غير مفتون".