للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إسماعيل بن أبي أويس، عن أبي الزّناد، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزّبير، حدّثني جابر، أنّه سمع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "أنا بين أيديكم، فإن لم تجدوني فأنا على الحوض، والحوض ما بين أيلة إلى مكة، وسيأتي رجال ونساء يُطرَدون منه فلا يطعموا منه شيئًا".

وإسناده حسن من أجل الكلام في إسماعيل بن أبي أويس، فإنّه تُكلِّم في حفظه، ولكن موافقة غيره تدل على أنّه لم يخطئ فيه وهو من رجال الشّيخين.

ومعنى قوله: "وسيأتي رجال ونساءٌ بأنيةٍ وقربٍ ثم لا يذوقون منه شيئًا".

قال ابن حبان: أريدَ به من سائر الأمم الذين قد غفر لهم، يجيئون بأواني ليستقوا بها من الحوض، فلا يُسْقَون منه، لأنّ الحوض لهذه الأمّة خاص دون سائر الأمم إذ محال أن يقدر الكافر والمنافق على حمل الأواني والقرب في القيامة، لأنّهم يساقون إلى النّار. نعوذ باللَّه من ذلك". انتهى.

قلت: وقد يراد بهم أهل البدعة من أمّة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- الذين يمنعون من الشّرب من الحوض كما هو مصرَّح في الأحاديث الصّحيحة: "إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك".

• عن الصُّنابح الأحمسيّ، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألا إنّي فرطكم على الحوض، وإنّي مكاثرٌ بكم الأمم، فلا تَقْتَتِلُنَّ بعدي".

صحيح: رواه ابن ماجه (٣٩٤٤) عن محمد بن عبد اللَّه بن نمير، قال: حدثنا أبي ومحمد بن بشر، قالا: حدثنا إسماعيل، عن قيس، عن الصّنابح، فذكره.

وإسماعيل هو ابن أبي خالد، وقيس هو ابن أبي حازم، ورجاله ثقات.

وقد أخرجه كلٌ من الإمام أحمد (١٩٠٦٩)، وابن أبي عاصم في السنة (٧٣٩)، وابن حبان في صحيحه (٥٩٨٥، ٦٤٤٦، ٦٤٤٧) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد بإسناده مثله، إِلَّا أَنَّ البعض اختصره كما أنّ البعض قال: الصنابحيّ بالياء، وهو خطأ كما بيَّن ذلك الحافظ في "التهذيب"، ونقل عن ابن المديني والبخاري ويعقوب بن شيبة وغير واحد.

والصُّنابح: بضم أوله، ثم نون -هو ابن الأعسر الأحمسي- صحابي سكن الكوفة، وقد ثبت سماعة من النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كما صرَّح به في مسند الإمام أحمد، والسنة لابن أبي عاصم.

قال ابن حبان في "صحيحه" عقب ذكر الحديث: "الصُّنابح من الصّحابة، والصُّنابحيّ من التّابعين".

قلت: الرّاوي في هذا الحديث هو الصُّنابح بن الأعسر، كما مضى، ولا خلاف في صحبته.

والصّنابحيّ هو عبد الرحمن بن عُسيلة أبو عبد اللَّه الصّنابحيّ من كبار التابعين.

وعبد اللَّه الصّنابحي صحابي آخر روي له مالك في الموطأ، وهو مختلف في صحبته، روى عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وعن أبي بكر، وعبادة بن الصّامت. وعنه عطاء بن يسار.

قال ابن معين: عبد اللَّه الصُّنابحي يروي عنه المدنيّون يُشبه أن يكون له صحبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>