سيفي، فأقاتل عني حتى أموت، قال: فكشر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأثبته بيده، قال: "أدلك على خير من ذلك؟ " قال: بلى، بأبي أنت وأمي يا نبي الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تنقاد لهم حيث قادوك، وتنساق لهم حيث ساقوك حتى تلقاني على الحوض، وأنت على ذلك".
حسن: رواه أحمد (٢٧٥٨٨) عن هاشم، حدثنا عبد الحميد، حدثنا شهر قال: حدثتني أسماء فذكرته.
وإسناده حسن من أجل شهر بن حوشب. وهو مخرج في أبواب المساجد.
وفي معناه ما رُوي عن ميمونة مولاة النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: قلت يا رسول الله! أفتنا في بيت المقدس قال: "أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره". قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: "فتُهدي له زيتا يُسرج فيه، فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه".
رواه ابن ماجه (١٤٠٧)، وأحمد (٢٧٦٢٦) كلاهما من حديث ثور بن يزيد، عن زياد بن أبي سودة، عن أخيه عثمان بن أبي سودة عن ميمونة فذكرتْه.
وظاهر إسناده صحيح، متصل ولذا صحّحه البوصيري في زوائد ابن ماجه وقال: روى أبو داود بعضه من حديث ميمونة أيضا عن النفيل عن مسكين بن بكير، عن سعيد بن عبد العزيز، عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة.
وإسناد ابن ماجه صحيح رجاله ثقات وهو أصح من طريق أبي داود فإن بين زياد بن أبي سودة وميمونة عثمان بن أبي سودة كما صرّح به ابن ماجه في إسناده.
قلت: مع ظاهر صحة إسناده فإن في متنه نكارة.
قال الذهبي في الميزان (٢/ ٩٠) بعد أن ذكر طرفا من الحديث: "هذا حديث منكر جدا، رواه سعيد بن عبد العزيز، عن زياد عنها.
فهذا منقطع. ورواه ثور بن يزيد عن زياد متصلا. قال عبد الحق: ليس هذا الحديث بقوي.
وقال ابن القطان: زياد وعثمان ممن يجب التوقف عن روايتهما.
وقال: وميمونة هذه يقال: بنت سعد، ويقال: بنت سعيد لها في السنن أربعة أحاديث.
والأربعة منكرة وقال: فالأول قلنا ... يعني الحديث المذكور. ثم ذكر بقية الأحاديث. انتهى.
• عن سلمة بن نفيل الكندي، قال: كنت جالسا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رجل: يا رسول الله! أذال الناس الخيل، ووضعوا السلاح وقالوا: لا جهاد، قد وضعت الحرب أوزارها، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوجهه وقال: "كذبوا، الآن الآن جاء القتال، ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق، ويزيغ الله لهم قلوب أقوام، ويرزقهم منهم