للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدخول فيه، مع النية الصادقة. . وأن تكون الدعوة إلى كلمة سواء، أبانها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في دعوة أهل الكتاب للحق بقوله جل وعلا: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (١).

- وأن نربطهم بعقيدة التوحيد بالله ربا واحدا لا شريك له وأن محمدا عبد الله ورسوله، فلا تفريق في شرع الله، ولا تفريق بين رسل الله، إذ الإيمان كل لا يتجزأ: بالله، وبملائكته، وبرسله، وبكتبه، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، فندعوهم إلى حقيقة الإيمان، وإلى البراءة مما يخالف أمر الله، وشرعه الذي شرع.

- نشعرهم أن منطلقنا اليوم هو منطلقنا بالأمس حيث اقتفى أسلافنا أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعوا ما جاءهم به، وعندما دخل أهل الكتاب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل خمسة عشر قرنا من الباب الذي فتحوه اليوم على نطاق أوسع، وبأساليب أخبث؛ لاحتواء الديانات كلها ومنها الإسلام، ومحاولة جعل الهيمنة لهم قياديا وفكريا وعقديا، في تشريع استبدلوه بشرع الله.

- فمهمتنا في أي لقاء أن ندعوهم إلى هدف أسمى، وغاية كبيرة لم تكن من وضع البشر أو مغلفة بمطامع شخصية ونوايا مبيتة نريد أن ندعوهم إلى شيء أراده الله للإنسانية جمعاء، وأرسل به رسله وأنزل به كتبه، وفيه سعادة من اتبعه في الدنيا والآخرة، وشقاوة من عاند وابتعد عنه الأبدية.

إنها دعوة لاتفاق المقصد في العقيدة والعمل، وتحكيم شرع الله


(١) سورة آل عمران الآية ٦٤