للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- يلزم القول بالصرفة أن يكون العرب بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم قد سلبوا الحكمة وضعفت أذهانهم وتفكيرهم، وليس الأمر كذلك.

- لو كان كلام العرب قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم من شعر أو نثر مثل نظم القرآن لما انبهروا بالقرآن الذي سمعوه من محمد صلى الله عليه وسلم، ولما كان له مزية على كلامهم. لكن واقعهم يشهد بخلاف ذلك، فهذا الوليد بن المغيرة يقول: " والله إن لقوله لحلاوة، وإن أصله لعذق وإن فرعه لجنات" (١) وكذا عتبة بن ربيعة قال: ". . . . والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة". وكذا يروى في قصة إسلام عمر، قوله عن القرآن: " ما أحسن هذا الكلام وأكرمه" (٢) وقوله: " فلما سمعت القرآن رق له قلبي فبكيت ودخلني الإسلام"، (٣)، إلى غير ذلك من القصص الكثيرة التي تدل دلالة قاطعة على أن أسلوب القرآن كان معجزا ولم يكن العرب قد تعودوه أو سمعوا مثله. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

حسين مطاوع الترتروي


(١) ابن هشام، السيرة النبوية ١/ ٢٨٩، أبو نعيم الأصفهاني، دلائل النبوة ١/ ٣٠٢ - ٣٠٣.
(٢) ابن هشام، السيرة النبوية ١/ ٣٧٠.
(٣) ابن هشام، السيرة النبوية ١/ ٣٧٢.