للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من ذلك حادثة اشتهرت عند الناس، كان المعلمان فيها طفلين صغيرين- وربما هما الحسن والحسين رضي الله عنهما حين رأيا رجلا لا يحسن الوضوء، فقال أحدهما يا عم، زعم أخي هذا أني لا أحسن الوضوء، فانظر إلى وضوئي. فتوضأ كأحسن ما يكون الوضوء ثم قال الآخر انظر إلى وضوئي. فتوضأ كأحسن ما يكون الوضوء فأدرك الرجل عندئذ أنه هو المخطئ في وضوئه. وقال لهما لا شيء في وضوئكما. وإنما وضوئي أنا هو الناقص ".

وهكذا ينبغي أن يسير مريد الحسبة، بعيدا عن الغلظة أو الجفوة أو التعالي أو قذف الناس بالجهل، فينفر القريب، ويتباعد البعيد. . على أنه كان في استطاعته أن يقول لمن يأمره بمعروف أو ينهاه عن منكر " هذه يا أخي فريضة أمر الله بها، أو هذه معصية نهى الله عنها".

" ففي الناس من يقصر في طاعة، ولا يعلم أنه مأمور بها، وفيهم من يفعل معصية ولا يعلم أنه منهي عنها، فلا بد من تعريفه بالحكم أولا " (١)، ولا ينزل إلى طريقة أخرى إلا إذا تأكد له أن المخاطب غير جاهل بالحكم حينئذ يختار أسلوبا آخر.


(١) بيانوني، الأمر بالمعروف ٤٩.