قصة حياة الخضر من القصص التي راجت بين العوام واشتهرت عند الجماعات المتصوفة فأوقع الشيطان الكثير من جهلة هذه الأمة في متاهات لا حدود لها وفي ضلالات سحيقة في أمر الخضر. ونسج الغلاة من أهل الضلال الحكايات الغريبة والخرافات البعيدة عن الحق والصواب واعتبروا ذلك من باب الولاية لهم وكرامة لأمثالهم زاعمين بأن الله تعالى أكرمهم بها.
والحق إنما هي تخرصات وأوهام مبنية على إرهاصات خيالية وحكايات معتمدة على المكاشفات والمنامات والتي هي من وحي الشيطان لبس بها على أوليائه وأتباعه فأضلهم بذلك سواء السبيل. وقد بحث علماء الإسلام هذا الموضوع بحثا وافيا في كتبهم المعتبرة على ضوء ما قررته الأدلة الشرعية وأوضحوا هذا الأمر جليا فمن أراد المزيد من الاطلاع فعليه مراجعة كتاب الإصابة في تمييز الصحابة وفتح الباري وكلاهما لابن حجر العسقلاني والبداية والنهاية لابن كثير وكتاب المنار المنيف لابن القيم وكتاب كشف الخدر عن أمر الخضر للشيخ علي القارئ وكتاب عجالة المنتظر في شرح حال الخضر لأبي الفرج ابن الجوزي. ففي هذه المراجع الجواب الشافي لمن أراد أن يقف على حقيقة الخضر.
وقد جمعت هذا البحث من كتب علماء الإسلام المعتبرة وعزوت كل قول إلى قائله مع بيان المرجع الذي اعتمدت عليه ليكون القارئ على نور