وقال ابن حجر: وذكر ابن إسحاق في المبتدأ قال حدثنا أصحابنا أن آدم لما حضره الموت جمع بنيه وقال: إن الله منزل على أهل الأرض عذابا فليكن جسدي معكم في المغارة حتى تدفنوني بأرض الشام فلما وقع الطوفان قال نوح لبنيه إن آدم دعا الله أن يطيل عمر الذي يدفنه إلى يوم القيامة فلم يزل جسد آدم حتى كان الخضر هو الذي تولى دفنه وأنجز الله وعده فهو يحيا إلى ما شاء الله أن يحيا.
أقول: ومما يدل على بطلان هذه الحكاية الخيالية فقد وردت آثار صحيحة على أن الذي تولى دفن آدم عليه السلام حين موته هم الملائكة كما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية ص ٩٨ ج ١ قال رحمه الله:
ولما توفي آدم عليه السلام وكان يوم الجمعة جاءته الملائكة بحنوط وكفن من عند الله عز وجل من الجنة، وعزوا فيه ابنه شيثا عليه السلام إلى أن قال: وقد قال عبد الله بن الإمام أحمد حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن يحيى بن ضمرة السعدي قال: رأيت شيخا بالمدينة تكلم فسألت عنه فقالوا: هذا أبي بن كعب فقال: إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه أي بني إني أشتهي من ثمار الجنة قال فذهبوا يطلبون له فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه ومعهم الفئوس والمساحي والمكاتل فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا: لهم ارجعوا فقد قضى أبوكم فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم فقال إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره ثم حثوا عليه ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم" إسناد صحيح إليه.
وقال ابن حجر في الإصابة ص ٤٣٢ ج١ قال الحارث بن أبي