للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان وزير ذي القرنين فإن تلك الخلقة ليست على خلقتنا بل مفرط في الطول والعرض.

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خلق الله آدم طوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص بعد (١)»، وما ذكر أحد ممن رأى الخضر أنه رآه على خلقة عظيمة وهو من أقدم الناس.

الوجه الثالث (٢): أنه لو كان الخضر قبل نوح لركب معه في السفينة ولم ينقل هذا أحد.

الوجه الرابع: أنه قد اتفق العلماء أن نوحا لما نزل من السفينة مات من كان معه ثم مات نسلهم ولم يبق غير نسل نوح. والدليل على هذا قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} (٣) وهذا يبطل قول من قال: إنه كان قبل نوح.

الوجه الخامس: أن هذا لو كان صحيحا أن بشرا من بني آدم يعيش من حين يولد إلى آخر الدهر ومولده قبل نوح: لكان هذا من أعظم الآيات والعجائب، وكان خبره في القرآن مذكورا في غير موضع لأنه من أعظم آيات الربوبية. وقد ذكر الله سبحانه وتعالى من أحياه ألف سنه إلا خمسين عاما، وجعله آية فكيف بمن أحياه إلى آخر الدهر؟ ولهذا قال بعض أهل العلم ما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان.

(وقد تقدم من قول الإمام إبراهيم الحربي).

الوجه السادس: أن القول بحياة الخضر قول على الله بلا علم وذلك حرام بنص القرآن أما المقدمة الثانية: فظاهرة. وأما الأولى: فإن حياته لو كانت ثابتة لدل عليها القرآن


(١) صحيح البخاري الاستئذان (٦٢٢٧)، صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٤١)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣١٥).
(٢) جاء في هامش المنار المنيف ص٧٤ سقط من الأصل الوجه الثاني.
(٣) سورة الصافات الآية ٧٧