للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- يا عمر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما جاوز الكعبين فهو في النار». فالتفت إليه عمر مغضبا وأغلظ عليه في الرد وقال له: -

- اتق الله يا كعب، ولا تكن ذبالة تضيء للناس وتحرق نفسها (١).

ولكن ابن كعب الفقيه كان يعرف حقيقة عمر وصفاء نفسه ومعدنه الأصيل الذي يمتلئ بالتقوى والإيمان، وإن كانت تغطيه تلك القشرة الظاهرية من مظاهر الترف والنعيم الذي تربى فيه.

وما زال الفقهاء بعمر حتى أزاحوا عنه تلك القشرة الخارجية، وكشفوا عن معدنه الأصيل الثمين بالتعاون مع مزاحم مولاه، حتى استيقظ الإيمان في نفسه والخوف من الله سبحانه وتعالى وعقابه حتى لقد قال عمر:

إن أول من أيقظني لهذا الشأن مزاحم، فوالله ما هو إلا أن قال ذلك حتى كشف عن وجهي الغطاء (٢).


(١) ابن عبد الحكم ص ١٤٦.
(٢) ابن عبد الحكم ص ١٤٦.