هذا وقد لازم المؤلف ذلك الراهب الكبير عشر سنوات يتعلم منه النصرانية، أصولها وفروعها، حتى برع بين زملائه وفاق أقرانه.
النقاش حول شخصية فارقليط:
ولما طعن الشيخ في السن وأصابه الوهن بدأ يتخلف عن مجلس الدرس، وفي يوم من الأيام إذ كان متخلفا عن مجلس الدرس أثير الكلام حول شخصية " فارقليط " الذي بشر بنبوته عيسى عليه السلام، وقد وقع الخلاف بين أهل المجلس في تعيين هذا النبي وجرى بينهم نقاش طويل في هذا الصدد، وكل أدلى دلوه في غمار البحث، وأبدى رأيه في ضوء مبلغه من العلم والفهم إلا أن المجلس قد تفرق بهم دون أن يصلوا إلى نتيجة معينة رغم كثرة الكلام وطول النقاش.
ولما رجع المؤلف إلى منزل الشيخ سأله عما جرى بينهم من الكلام في غيبته.
فقال: يا سيدي كان موضوع الكلام في مجلس اليوم شخصية " فارقليط ".
وقد وقع بيننا اختلاف كبير في تعيين المراد من هذا النبي، وقد حكى المؤلف أمامه مفصلا ما قاله الحاضرون في هذا الصدد، فسأله الشيخ: وبماذا أجبت أنت؟
فقال: بما قاله القاضي فلان في تفسيره.
فقال: ما قصرت، ويكاد يكون جوابك صحيحا، وأما قول فلان