فقال السلطان: لقد طلبت مني كما طلب عبد الله بن سلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إسلامه.
فلما حضر علماء النصارى - كما كان اقترح المؤلف - خاطبهم السلطان قائلا: ما رأيكم في هذا القسيس الذي جاءكم قريبا من بلاد الأندلس؟
فقالوا جميعا: هذا أكبر علماء ديننا في عصرنا، ويقول مشايخنا: ما رأينا أحدا يفوقه في العلم والفضل.
فقال السلطان: ما رأيكم لو دخل في الإسلام؟
فقالوا: معاذ الله، إنه لن يفعل ذلك. وما أن سمع السلطان هذا الكلام من النصارى، إلا وأمر المؤلف بالحضور في المجلس، وكان متخفيا في حجرة قريبة من المجلس، فحضر وأعلن عن إسلامه على رؤوس الأشهاد، فبهت الذين كفروا وخروا على وجوههم، وأسروا الندامة قائلين: إنه أقدم على ذلك ليتزوج؛ فإن الرهبان عندنا لا يتزوجون. وقاموا من المجلس وولوا أدبارهم خائبين خاسرين.
وأكرمه السلطان فرتبه بربع دينار يوميا وأعطاه بيتا في دار المختص، وزوجه ببنت الحاج محمد الصفار ورزقه الله ابنا فسماه محمدا تيمنا باسم النبي صلى الله عليه وسلم.