في بابه، فهو من المؤلفات القيمة في دراسة الديانة المسيحية، ونقد أصولها وعقائدها نقدا علميا دقيقا.
والكتاب كما هو واضح من اسمه سلسلة من الدراسات في الأديان التي قام بها العلماء المسلمون عبر القرون؛ لكشف فضائح الشرك والكفر، والبدع والأوهام التي لا تزال تجد طريقها إلى ضعاف العقول - في مظاهر متنوعة وأساليب شتى- على مر العصور.
ولا ريب أن النصرانية المحرفة على يدي شاول وأتباعه، مظهر من مظاهر الشرك، وانحراف عن فطرة الله التي فطر الناس عليها.
وترجع أهمية هذا الكتاب إلى أن مؤلفه - قبل أن هداه الله إلى دين الحق - كان يعتنق النصرانية، وكانت له قدم راسخة في معرفة عقائدها وشرائعها، وتاريخها، فهو من أكبر علماء النصارى في عصره باعتراف من أهله.
ومن هنا كانت دراسة المؤلف للنصرانية، دراسة علمية دقيقة، كما كانت ضربة قوية على بنيان النصرانية؛ لأن المؤلف قام بالمقارنة بين نصوص الأناجيل، والكتب الأخرى المنسوبة إلى أنبياء بني إسرائيل في ضوء خطة منهجية علمية، وكشف النقاب عن فضائح التناقض بين تلك النصوص، وأوضح بطلان ما حكاه مؤلفو الأناجيل من الكذب والافتراء على الله ورسوله عيسى عليه السلام.
منهجه وخطته في هذا الكتاب:
يرى المصنف أنه اتبع في الرد على النصارى منهجا أغفله معظم المؤلفين قبله، وهو الجمع بين الدلائل العقلية والنقلية.