للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ما رأينا مثل الشافعي، كان أصحاب الحديث ونقاده يجيئون إليه، فيعرضون عليه، فربما أعل نقد النقاد منهم، ويوقفهم على غوامض (من) (١) علم الحديث لم يقفوا عليها، فيقومون وهم متعجبون منه. ويأتيه أصحاب الفقه، المخالفون والموافقون، فلا يقومون إلا وهم مذعنون له بالحذق والديانة، ويجيئه أصحاب الأدب فيقرأون عليه الشعر فيفسره، ولقد كان يحفظ عشرة آلاف بيت شعر من أشعار هذيل بإعرابها وغريبها ومعانيها، وكان من أضبط الناس للتاريخ، وكان يعينه على ذلك شيئان: وفور عقل، وصحة دين (٢)، وكان ملاك أمره إخلاص العمل لله عز وجل. (٣).

بعض ما ورد عن الشافعي من كلام في أحوال الرواة

وقد نقل عن الشافعي مع ضبطه لحديثه كلام في أحوال الرواة، يدل على بصره بهذا الشأن، ومعرفته به، وتبحره فيه. فمن ذلك قوله:


(١) كتبت في الهامش وكتب عليها " صح ".
(٢) في التوالي " وصحة ذهن ".
(٣) التوالي ٥٩ ومناقب الرازي ٢٠ ببعض اختلاف.