للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله سبحانه والتي تدل على القدرة المطلقة للخالق سبحانه في الأفعال وفي التدبير.

وفي هذا الصدد فقد رأينا من يطلع علينا بين حين وآخر ليشيد بموقف المتفلسفة في البيئة الإسلامية، حيث كان منهم من نفى الصفات نفيا تاما، كالفارابي ومدرسته، ومنهم من قبل بعضها وأول بعضها الآخر كابن رشد وغيره من الفلاسفة الإلهيين ومن تابعه، ووجدنا أيضا من يشيد بمواقف بعض المتكلمين الذين لجأ جم غفير منهم إلى قبول بعض الصفات وتأويل بعضها الآخر، بل رأينا من ينادي بإحياء آراء وتصورات بعض المدارس الكلامية، ويرى أنها تمثل المخرج الأوحد من الأزمة الثقافية الخانقة التي يعاني منها الفكر الإسلامي أو العربي المعاصر، كما يحلو لبعضهم أن يسميه.

وحتى لا تتعقد المفاهيم، أو تتشعب الدروب، فإن هذه الدراسة سوف تعنى بوضع قاعدة عامة تراعي الأسس المنهجية لموقف أهل السنة من هذه القضية مع بيان الضوابط العامة لتلك الأسس، الأمر الذي نراه قاضيا على كل خلاف ينشب حولها، كما يقطع الطريق - في نظرنا - على كل منكر للصفات، أو مغرق في تأويلها.

ولعل من نافلة القول أن نذكر أن أهل السنة قد عرضوا لهذه القضية بالبيان المنهجي تحت عنوان " توحيد الأسماء والصفات "، وهذا هو الجانب الذي سوف نبدأ به؛ لنصل في النهاية إلى تفهم المنهجية التي اتبعها أهل السنة في تناولهم لهذه القضية، والتي تستحق من كل منصف في البحث، ومتحر للحقيقة المجردة أن يشيد بها، ويتفهم عن وعي أبعادها.