للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومعنى هذا: أن جميع أخبار الله المتعلقة بما سوف يحدث يوم القيامة لا بد أن تفهم فهما مغايرا - في حقيقته - لما هو واقع بيننا الآن، حتى بالنسبة للأحداث المتعلقة بالبشر، وبالظواهر الكونية، وبالعلاقات الإنسانية، أي ما يتعلق بكل أحداث يوم القيامة، وما يسبقه من وقائع، وظواهر ممهدة.

ودليل ذلك، أن الرب تعالى يخبرنا عن النبأ العظيم إخبارات علمية موثقة وأكيدة وصادقة بما سوف يحدث للأرض وللسماء، وللكون كله. قال تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (١).

أما الأرض، فإن الله تعالى يدلنا في القرآن، ويخبرنا بأن ما فيها من جبال سوف تتغير طبيعتها الصامدة الجامدة الراسية الشامخة {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} (٢) {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} (٣).

وتصير كالعهن المنفوش ثم إن الأرض سوف ترجف هي والجبال. وتسير سيرا.

{يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا} (٤).


(١) سورة إبراهيم الآية ٤٨
(٢) سورة النازعات الآية ٣٢
(٣) سورة النبأ الآية ٢٠
(٤) سورة المزمل الآية ١٤