للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي كل ما يتعلق بتنظيم الحياة الإنسانية، وتخليصها من كل مسببات الفساد والإفساد، وظواهر الانحراف أيا كان حجمها، أو امتدادها في مجالات الحياة.

*. . وقد وصفت هذه الدعوة بصفات لها دلالتها العميقة جدا، كما تدل على مبلغ إسهامها في تغيير الواقع، وعلى أهدافها في كل مجالات الحياة، وذلك مثل: الهدى - البصيرة - النور - السراج المنير - البينة - الصراط المستقيم - المحجة البيضاء. . . إلخ.

*. . وقد حملت هذه الرسالة إلى العالمين كتابا من عند الله، لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه؛ ليكون مرجعا للحكم عند الاختلاف في أي من أمور الدين، وفي أية قاعدة من قواعد العقيدة، أو حقيقة من حقائقها.

*. . ومن المسلم به، أن تحقيق تلك الغاية التي أشرنا إليها، ليس له إلا طريق أوحد ووحيد، وهو الإيمان بالله تعالى، وبما يليق به من الأسماء والصفات التي وردت في القرآن وفي السنة. ومن ثم فإن هذه القضية تعد بيت القصيد في أي منطلق من منطلقات العقيدة الدينية الصحيحة والمصححة.

*. . وعلى هذا، فإن الضرورات العقلية والدينية تقضي بما يلي:

أ - إذا كان هدف الرسالة هو إفهام الناس بأمور العقيدة الصحيحة كما ذكرنا، فمن المستحيل أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم، قد ترك أية قضية من قضايا العقيدة، سواء أكانت متعلقة بها، أم منبثقة منها، دون أن يكون قد أوضحها غاية الوضوح، وبينها غاية البيان.

ب - وإذا كانت قضية الإيمان بالله تعالى، هي أم القضايا، ورأس الأمر، فإنه يصبح من أشد الضرورات تأكيدا، أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد وفاها حقها، ولم يترك فيها لا شاردة ولا واردة إلا وأعطاها حقها من البيان، والتوضيح والشرح. وهذا يتطلب: أن يكون الرسول