للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الخندق، إذ لا يمكن ذكر كل الصحابة في كل غزوة، بل يذكر قسم منهم حسب سير الحوادث وأثرهم فيها. وأرجح أنه كان صغيرا في سنه، فلم يبرز في تلك المشاهد كما برز أصحاب التجربة في القتال، فقد ولاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نجران وهو ابن سبع عشرة سنة، وذلك في السنة العاشرة الهجرية (١). وهذا على أنه كان صغيرا على تحمل أعباء الغزوات وعلى التأثير في أحداثها.

وقد كانوا لا يفسحون المجال للمسلم أن يشارك في الغزوات قبل الخامسة عشرة من سنه كما هو معلوم، وكانوا يردون الصغار الذين لم يبلغوا الخامسة عشرة ولا يسمحون لهم بخوض غمرات القتال.

وقد كانت غزوة الخندق من الغزوات الدفاعية وكانت حول المدينة المنورة، كما كان المسلمون يدافعون عن مصيرهم ومصير الإسلام تجاه قوات المشركين المتفوقين على المسلمين فواقا ساحقا، إذ كان تعداد المسلمين نحو ثلاثة آلاف مجاهد، وكان تعداد المشركين عشرة آلاف مقاتل عدا يهود المدينة الذين خانوا العهد وانقلبوا على المسلمين وظاهروا المشركين من الأحزاب؛ لذلك حشد النبي - صلى الله عليه وسلم - كل المسلمين؛ ليقاتل القادرون على القتال، وليكثر السواد من غير القادرين على القتال ويعملوا في القضايا الإدارية والحراسات؛ فشهد عمرو غزوة الخندق، ولما يبلغ الخامسة عشرة من عمره.

ومع ذلك، فهناك نص: أنه شهد الخندق وما بعدها (٢)، ولكنه لم تكن له بصمات واضحة في تلك الغزوات التي شهدها؛ لأنه كان صغير السن، قليل التجربة العملية.


(١) (أسد الغابة (٤/ ٩٩) والاستيعاب (٣/ ١١٧٣).
(٢) (الإصابة (٤/ ٢٩٣).