للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دروسه تنظيم جباية الأرض المزروعة السيح منها والتي تروى بالمجهود الذاتي، وزكاة الإبل والبقر والضأن بالتفصيل، ويذكر من يعفى من الزكاة من الرقيق والعبيد؛ لأنهم أحق بالرأفة من غيرهم وأجدر أن يشملهم الإعفاء.

ثم يسلط الضوء على الكبائر، ويعددها ويحذر من اقترافها.

ويشير إلى قسم من العبادات، وقسم من القضايا الاجتماعية المهمة، التي تطهر الفرد وتفيد المجتمع، وتجعله متماسكا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.

وأخيرا ينص على العقوبات الرادعة التي تجعل المسلم الحق لا يقترفها أبدا؛ ليرفل الفرد والمجتمع بالأمان والاطمئنان والسلام.

تلك هي الخطوط العريضة للأهداف الرفيعة الباقية لهذا الكتاب النبوي الكريم الموجه إلى أهل نجران، ثم أصبح للمسلمين كافة في كل مكان ولكل زمان: أفراد وجماعات، وفقراء وأغنياء، وحكاما ومحكومين من أجل تنظيم المجتمع الإسلامي على هدى وبصيرة، فالكل يعرف ما عليه من واجبات تجاه نفسه، وتجاه أخيه المسلم وتجاه كل إنسان، وتجاه المجتمع الإسلامي.

وكما يعرف واجباته يعرف حقوقه على نفسه، وعلى أخيه المسلم. وعلى كل إنسان، وعلى المجتمع الإسلامي. ومن المعلوم أن الفرد والجماعة، والغني والفقير، والحاكم والمحكوم إذا عرفوا ما عليهم من واجبات وما لهم من حقوق، فأدوا واجباتهم كاملة، وأخذوا حقوقهم كاملة أيضا فإن التعاون والمحبة والسلام والسعادة والرخاء والنصر يشمل الفرد والمجتمع في السلام والحرب، وفي مختلف الظروف والأحوال.

لقد أدى عمرو بن حزم واجباته في سفارته خير أداء.