للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جاء في تفسير العلامة الطبري، بسنده عن جابر بن عبد الله قال: «مر أبو ياسر بن أخطب برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتلو فاتحة سورة البقرة {الم} (١) {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} (٢) فأتى أخاه حيي بن أخطب في رجال من يهود فقال: تعلمون والله، لقد سمعت محمدا فيما أنزل عليه {الم} (٣) {ذَلِكَ الْكِتَابُ} (٤) فمشى حيي بن أخطب في أولئك النفر من اليهود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا محمد، ألم يذكر لنا أنك تتلو فيما أنزل إليك {الم} (٥) {ذَلِكَ الْكِتَابُ} (٦) أجاءك بهذا جبريل من عند الله؟ فقال: نعم، قالوا: لقد بعث الله جل ثناؤه قبلك أنبياء، ما نعلمه بين لنبي منهم ما مدة ملكه، وما أجل أمته غيرك، وأقبل حيي بن أخطب على من كان معه، فقال لهم: الألف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون. أتدخلون في دين نبي إنما مدة ملكه وأجل أمته إحدى وسبعون سنة؟» وبعد أن ساق صاحب الكتاب الحديث بطوله قال: (وهذا الحديث مختص بهذه الأمة، ولا تنتهي مدة أمة من الأمم إلا بمجيء رسول جديد) ثم أحصى حروف الفواتح المذكورة في الحديث بحساب أبي جاد، ثم طرح منها سبع سنين ليبقى الحساب ١٢٦٠ (وهي سنة ظهور السيد الباب وانتهاء الدورة المحمدية. . .).

وأما الآيات الدالة على ظهور زمن البهاء فإن فاتحة سورة النمل: {طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ} (٧) ففي حساب الجمل عندهم أن السين تساوي ستين، وهي تشير إلى نهاية الدورة المحمدية، وظهور الباب سنة ١٢٦٠هـ، والطاء تسعة، وهي مدة الدورة البابية، ومجموع الحرفين الذي هو ٦٩ يشير إلى سنة ١٢٦٩هـ، وهي سنة ظهور بهاء الله وبدء دعوته.

فظهور الباب في سنة الستين وظهور البهاء في سنة ٦٩هـ دليل واضح على صدق القرآن، وأنه من عند الله هدى وبشرى للمؤمنين، يهدي المؤمنين بمحمد - صلى الله عليه وسلم - إلى الإيمان بهذين


(١) سورة البقرة الآية ١
(٢) سورة البقرة الآية ٢
(٣) سورة البقرة الآية ١
(٤) سورة البقرة الآية ٢
(٥) سورة البقرة الآية ١
(٦) سورة البقرة الآية ٢
(٧) سورة النمل الآية ١