للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبوا أن يضيفهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء، لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط، إن سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيء، لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم والله إني لأرقي، ولكننا والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا. فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ الحمد لله رب العالمين، فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قلبة. قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه. فقال بعضهم: اقسموا. فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان، فننظر ما يأمرنا. فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا له، فقال: وما يدريك أنها رقية؟ ثم قال: قد أصبتم، اقسموا واضربوا لي معكم سهما. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم (١)» رواه البخاري ومسلم.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشه نفث في كفيه، بقل هو الله أحد والمعوذتين جميعا، ثم يمسح بهما وجهه ما بلغت يداه من جسده، قالت عائشة: فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به (٢)». رواه البخاري.

وعن عائشة رضي الله عنها «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول: اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما (٣)». رواه البخاري، إلى غير ذلك من الأحاديث التي ثبت منها أنه رقى بالقرآن وغيره، وأنه أذن في الرقية وأقرها ما لم تكن شركا.


(١) صحيح البخاري الإجارة (٢٢٧٦)، صحيح مسلم السلام (٢٢٠١)، سنن الترمذي الطب (٢٠٦٣)، سنن أبو داود البيوع (٣٤١٨)، سنن ابن ماجه التجارات (٢١٥٦)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٥٠).
(٢) صحيح البخاري الطب (٥٧٤٨)، صحيح مسلم السلام (٢١٩٢)، سنن أبو داود الطب (٣٩٠٢)، سنن ابن ماجه الطب (٣٥٢٩)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ١١٤)، موطأ مالك الجامع (١٧٥٥).
(٣) صحيح البخاري الطب (٥٧٤٣)، صحيح مسلم السلام (٢١٩١)، سنن ابن ماجه الطب (٣٥٢٠)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٤٤).