صاحب بدعة وإن لم تخرج عن إطار الإسلام، وذلك لأمرين:
الأول: غلط البدعة في الدين في نفسها.
الثاني: أن البدع تجر إلى الردة الصريحة، كما وجد من كثير من أهل البدع (١).
ولما فرط المسلمون في هذا الأصل الأصيل، اشتدت غربة الإسلام، وتفشت الكثير من البدع والخرافات. فانقلبت المحبة إلى عداء ونفور وتقاطع، وحل الخصام محل التفاهم والتراحم، وتشتت المسلمون إلى فرق وطوائف. وما زالوا مع الأسف يعيشون تحت وطأة هذا الانحراف الشديد، ولم يعدموا من بائس يرفع عقيرته بالدعوة إلى تقديس القبور وعبادتها، وإلى إحياء المواد والعادات البالية، ويسعى في انقسام الأمة وتفتيتها، والعودة إلى الجاهلية الأولى.
والمؤلم أنه يجاهر بدعوته إلى البدعة في كل محفل بين ظهراني المسلمين، وفي عقر دار التوحيد دون خوف ولا حياء.