٤ - الطغيان المادي الجامح، ليس في قصور الولاة والأمراء فحسب، بل حتى عند عامة الناس.
هذه بعض الملامح الرئيسية التي تميز البيئة التي عاش فيها الإمام أحمد بن حنبل. ويلخص لنا المقريزي رحمه الله تعالى الآثار الناتجة من ترجمة كتب الفلسفة فيقول:
" وبتعريب المأمون لكتب الفلسفة انتشرت مذاهب الفلاسفة في الناس، واشتهرت مذاهب الفرق من: القدرية والجهمية والمعتزلة والأشعرية والكرامية والخوارج والروافض والقرامطة والباطنية، حتى ملأت الأرض، وما منهم إلا من نظر في الفلسفة، وسلك من طرقها ما وقع عليه اختياره، فانجر بذلك على الإسلام وأهله من علوم الفلاسفة ما لا يوصف من البلاء والمحنة في الدين. اهـ. "(١).
في هذه الفترة الحرجة ولد الإمام أحمد بن حنبل لينصر الله به الدين، ويعز به أهل السنة والجماعة، لينطبق عليه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا:«إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها».