للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونصر الله على يديه السنة وأعز الله به أهلها، حتى قيل: " أبو بكر في الردة، وعمر بن عبد العزيز في رده المظالم، والمتوكل في إحياء السنة وإماتة التجهم" (١).

وأمر المتوكل المحدثين بأن يحدثوا بأحاديث الصفات والرؤية. وقال في ذلك أبو بكر بن الخبازة:

وبعد فإن السنة اليوم أصبحت ... معززة حتى كأن لم تذلل

تصول وتسطو إذا أقيم منارها ... وحط منار الإفك والزور من عل

وولى أخو الإبداع في الدين هاربا ... إلى النار يهوي مدبرا غير مقبل

شفى الله منهم بالخليفة جعفر ... خليفته ذي السنة المتوكل

خليفة ربي وابن عم نبيه ... وخير بني العباس من منهم ولي

وجامع شمل الدين بعد تشتت ... وفاري رؤوس المارقين بمنصل

" (٢).

هذا ملخص المحنة التي مر بها الإمام أحمد بن حنبل. وكما نرى فإن الإمام أحمد وقف موقفا عظيما لا يناله إلا أهل العزم من الرجال المخلصين. يقول الشيخ أحمد شاكر في موقف الإمام أحمد: "أما أولو العزم من الأئمة الهداة، فإنهم يأخذون بالعزيمة، ويحتملون الأذى ويثبتون،


(١) البداية والنهاية (١٠/ ٣٣٧).
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي (ص٢٣٠).