للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١ - المسند:

وقد تساءل ابنه عبد الله بن أحمد: كيف يكره أبوه وضع الكتب وقد عمل المسند؟! فأجابه الإمام أحمد: "عملت هذا الكتاب إماما، إذا اختلف الناس في سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع إليه".

وصدق الإمام أحمد رحمه الله فإن هذا الكتاب الجليل من أكبر كتب السنة التي وصلت إلينا، وأعظمها نفعا، وأغزرها مادة، وقد قال أبو موسى محمد بن أبي بكر المديني: "هذا الكتاب أصل كبير، ومرجع وثيق لأصحاب الحديث. انتقي من أحاديث كثيرة، ومسموعات وافرة، فجعل إماما ومعتمدا، وعند التنازع ملجأ ومستندا" (١).

طريقة ترتيبه:

المسانيد هي: الكتب التي جمع فيها مؤلفوها أحاديث كل صحابي على حدة، بدون النظر إلى موضوعات هذه الأحاديث.

قال الصنعاني: " وشرط أهلها - أي: أهل المسانيد - أن يفردوا أحاديث كل صحابي على حدة - بكسر المهملة -. . . ". ثم قال: "من غير نظر إلى الأبواب التي تلائم الحديث، كما يصنعه غيرهم من المؤلفين على الكتب والأبواب، ويستقصون جميع حديث ذلك الصحابي كله " (٢).

قلت: وهذا ما عمله الإمام أحمد في مسنده، حيث أفرد أحاديث كل


(١) خصائص المسند (ص٢١) وطبقات الشافعية (٢/ ٣١).
(٢) توضيح الأفكار للصنعاني (١/ ٢٢٨).