للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما لا يخفى ولأنها عادة تخالف ظاهر كتاب الله العزيز وتخالف ما أباح الله لعباده فيجب اجتنابها والحذر منها وينبغي لمن اشتدت فيه الشهوة وخاف على نفسه أن يبادر بالزواج فإن لم يتيسر ذلك فليصم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء (١)»، ولم يقل فمن لم يستطع فليخرج منيه بيده أو فليستمن بل قال «ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء (٢)» فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر أمرين:

أحدهما: المبادرة بالزواج لمن قدر.

الثاني: الاستعانة بالصوم لمن عجز عن النكاح لأن الصوم يضعف مجاري الشيطان فينبغي لك يا عبد الله أن تتأدب بالآداب الشرعية وأن تجتهد في إحصان نفسك بالزواج الشرعي حتى ولو بالاستدانة أو القرض فإن الله سبحانه يوفي عنك فإن الزواج عمل صالح وصاحبه معان كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاثة حق على الله عونهم: الناكح الذي يريد العفاف والمكاتب الذي يريد الأداء والمجاهد في سبيل الله (٣)».


(١) صحيح البخاري النكاح (٥٠٦٥)، صحيح مسلم النكاح (١٤٠٠)، سنن الترمذي النكاح (١٠٨١)، سنن النسائي النكاح (٣٢١١)، سنن أبو داود النكاح (٢٠٤٦)، سنن ابن ماجه النكاح (١٨٤٥)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٣٧٨)، سنن الدارمي النكاح (٢١٦٥).
(٢) صحيح البخاري الصوم (١٩٠٥)، صحيح مسلم النكاح (١٤٠٠)، سنن الترمذي النكاح (١٠٨١)، سنن النسائي النكاح (٣٢٠٧)، سنن أبو داود النكاح (٢٠٤٦)، سنن ابن ماجه النكاح (١٨٤٥)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٣٧٨)، سنن الدارمي النكاح (٢١٦٦).
(٣) سنن الترمذي فضائل الجهاد (١٦٥٥)، سنن النسائي الجهاد (٣١٢٠)، سنن ابن ماجه الأحكام (٢٥١٨)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٤٣٧).