للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الجماعة المؤمنة الذين عاشوا في العصر الأول من عصور الإسلام، والتزموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ووصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم (١)». الحديث.

فهذا وصف لجماعة وليس لمرحلة زمنية. ولما ذكر صلى الله عليه وسلم افتراق الأمة فيما بعد. قال عن الفرق كلها: إنها في النار إلا واحدة. ووصف هذه الواحدة بأنها هي التي تتبع منهج السلف وتسير عليه فقال: «هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي (٢)».

فدل على أن هناك جماعة سلفية سابقة وجماعة متأخرة تتبعها في نهجها وهناك جماعات مخالفة لها متوعدة بالنار وما ذاك إلا لضلال هذه الفرق المخالفة للفرقة الناجية. لا كما يقول فيما سبق في صفحة ٢٠ - ٢١: ومن حق صاحب أحد الرأيين أو الآراء في تلك المسائل الاجتهادية أن يطمئن إلى أن ما ذهب إليه هو الصواب، ولكن ليس من حقه أن يجزم بأن الذين خالفوه إلى الآراء الأخرى ضالون خارجون عن حظيرة الهدى (ا. هـ) ونقول له: ليس هذا على إطلاقه إنما هو في المسائل الفروعية التي هي مسرح للاجتهاد أما مسائل العقيدة فلا مجال للاجتهاد فيها وإنما مدارها على التوقيف ومن خالف فيها ضلل أو كفر بحسب مخالفته، وقد ضلل السلف القدرية والخوارج والجهمية وحكموا على بعضهم بالكفر لمخالفتهم منهج السلف.


(١) صحيح البخاري الشهادات (٢٦٥١)، صحيح مسلم فضائل الصحابة (٢٥٣٥)، سنن النسائي الأيمان والنذور (٣٨٠٩)، سنن أبو داود السنة (٤٦٥٧)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٤٢٧).
(٢) سنن الترمذي الإيمان (٢٦٤١).