للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منه، ويكفينا في ترجيح ذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فعل ذلك وشاهد من فعله ولم ينكره ولولا خشية أن تفرض لاستمر على ذلك صلى الله عليه وسلم، بل إن عمر رضي الله عنه فعل ذلك بمشاهدة الصحابة، ولم ينكر عليه منهم أحد، وقال في ذلك: نعمت البدعة على ما سيأتي وهذا ما درج عليه المسلمون في الحرمين الشريفين وغيرهما إلى يومنا هذا.

المسألة الخامسة:

فهي أن في هذه الرواية التي رواها البخاري، وأشار إليها البهوتي رحمه الله من رواية عبد الرحمن بن عبد القارئ ما يشعر بأن عمر رضي الله عنه حين أمر بأن تصلى صلاة التراويح جماعة، ما كان يصلي معهم في بعض الأوقات وذلك أنه جاء في الأثر قول عبد الرحمن بن عبد القارئ، فخرجت معه - يعني عمر - ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة إمامهم.

قال ابن حجر عند كلامه على الأثر: وقوله: فخرجت معه ليلة والناس يصلون بصلاة إمامهم فيه إشعار بأن عمر كان لا يواظب على الصلاة معهم، وكان يرى أن الصلاة في بيته ولا سيما في آخر الليل أفضل (١).

ويؤيد ما قاله ابن حجر رحمه الله:

٢١ - ما رواه محمد بن نصر في قيام الليل من طريق طاوس عن ابن عباس قال: كنت عند عمر في المسجد فسمع هيعة الناس فقال: ما هذا؟ قيل: خرجوا من المسجد، وذلك في رمضان، قال: ما بقي من الليل أحب إلي مما مضى (٢).

٢٢ - وقد روى ابن أبي شيبة هذا الأثر، لكنه لم يقل في روايته: أن


(١) فتح الباري ٤/ ٢٥٣.
(٢) فتح الباري ٤/ ٢٥٣، قال ابن حجر: رواه محمد بن نصر في قيام الليل.